الخميس، 31 ديسمبر 2020

دوائر التميز ودائرة التفرد

أسلفتُ فيما مضى من سطورٍ أن الله قد أودع بكل إنسان ما يميِّزه عن غيره؛ ومن ثمَّ فالكل مميَّز فيما يُحسن، وكلٌ ميسَّر لما خُلق له، وليس ثمة فرق بينك وبين أي شخص تراه متميّزًا سوى أنه اكتشف سر تميزه بداخله واستثمر فيه وقته وطاقته وجهده وسعيه وصحته وربما ماله أيضًا حتى صار فيه عَلمًا من الأعلام يُشار إليه بالبنان، وللتميز دوائر تتسع فتضم العامة وتضيق فتقتصر على الخاصة؛ فالبشر جميعهم في دائرة عامة، وكل فردٍ بالدائرة العامة تلك يتميَّز على عامة البشر في مجالٍ بعينه، لا يشاركه فيه إلا الخاصة من أقرانه، ولا تزال دائرة التميز هذه تضيق حتى تقتصر عليه وحده في مجالٍ دقيقٍ لا يُحسنه غيره ولا يشاركه فيه أحد؛ وتلك هي دائرة تميزك الخاصة أو بالأحرى دائرة تفردك.





السبت، 19 ديسمبر 2020

فقط كنْ أنت حتى تكون متميزًا

 لا تحاول أن تقارن نفسك بغيرك؛ فكل إنسان يختلف في شخصيته وميوله وأهدافه وطموحاته ومهاراته وظروفه وأحواله وتوجهاته وأفكاره وقناعاته وطباعه عن الآخر كما تختلف بصمات أصابعه عن غيره ولن تجدها متشابهة في شخصين اثنين على وجه البسيطة؛ فكل إنسان أودع الله فيه من الصفات والخصائص والسمات ما يجعله متميزًا عن غيره، وما عليك إلا أن تفتش بداخلك عن أسرار تميزك ولا تقارن نفسك بأحد؛ بل قارن نفسك بنفسك أنت منذ عام أو شهر أو أسبوع مضى؛ فإن رأيت تغييرًا للأفضل وتطويرًا لذاتك وصقلاً لمهاراتك وزيادة في خبراتك، فأنت أفضل واستمر ففي هذا يكون تميزك.



السبت، 5 ديسمبر 2020

روح النص

ولا يزال المترجم رفيقًا لنصه حتى تسود بينهما ألفة يدرك بها المترجم حركات النص وسكناته فتتجسَّد روحه في ترجماته قبل ألفاظه ومعانيه

الأربعاء، 21 أكتوبر 2020

COVID-19_TM - ذواكر ترجمية عن فيروس كورونا المستجد

 نشرت منصة Translators without Borders مؤخرًا ذواكر ترجمة بصيغة .tmx كمبادرة للإسهام في التعريف بفيروس كورونا المستجد ونشر أحدث المعلومات عنه مترجمة بالاستعانة بمترجمين محترفين في الأزواج اللغوية المختلفة.

رابط ذواكر الترجمة المتاحة: https://tico-19.github.io/memories.html

السبت، 10 أكتوبر 2020

أضلاع الصنعة والإطار العام

أهم ثلاثة أضلاع في صنعة الترجمة: الجودة - الإنتاجية - التسليم في المواعيد بينما الإطار العام لهذه الأضلاع: التعامل المهني.. يظل الحفاظ على الأضلاع الثلاثة معًا مجتمعين معادلة صعبة أحيانًا ويسيرة أحيانًا أخرى بناءً على معطيات متفاوتة، أما الإطار المهني فيبقى في كل الأحوال الأرضية المشتركة التي تُبنى عليها جميع أضلاع الصنعة وبدونه لا يستقيم الأساس.

عنوان البريد الإلكتروني (E-mail Address)

يقول المثل المصري الشهير "الجواب بيبان من عنوانه"، وهذا المثل ينطبق حرفيًا - أول ما ينطبق في عالم المهنية - على عنوان البريد الإلكتروني الذي يراسل به المترجم "المحترف" شركات الترجمة محليًا أو إقليميًا أو عالميًا.

السلوك غير المهني: استخدام عنوان بريد إلكتروني لا يفصح عن الهوية المهنية

السلوك المهني: حُسن اختيار عنوان بريد إلكتروني احترافي ينم عن مهنية المترجم

الموقف: اعتادت "س. ك" على مراسلة العديد من الشركات للتعاون معها في مجال الترجمة والاستفادة من خبرتها التي يشهد بها العديد من الأساتذة والزملاء على حدٍ سواء، هذا عن خبرتها اللغوية والترجمية، أما على صعيد التعامل المهني، فقد تناست أن تختار لنفسها عنوانًا احترافيًا يدل على مهنيتها ويعكس ما لديها من خبرة في صنعة الترجمة، وآثرت أن تراسل الشركات بعنوان بريدها الإلكتروني نفسه الذي أنشأته سلفًا فور تخرجها في الجامعة؛ فلم تكن حينها تهتم سوى بمراسلة زملائها وزميلاتها بالجامعة فضلاً عن تخصيصها هذا البريد الإلكتروني للاشتراك في بعض المواقع الإخبارية والترفيهية والاجتماعية وتلقي الاشعارات عليه فحسب، ولم تكن تهتم لما يبدو عليه ذاك العنوان حينها ما دام يؤدي الغرض منه، فكان العنوان هكذا soso_kimo@yahoo.com ،ولم تنتبه (س) عند مراسلتها الشركات إلى أن عنوان بريدها الإلكتروني لا يفصح للمُرسَل إليه عن اسمها الحقيقي ولا عن مهنتها التي تعمل بها فضلاً عن تسميته باسم مستعار غالبًا ما يُطلق على سبيل التدليل، فلا يتضمن العنوان بذلك أيًا مما ينم عن مهنية المُرسِل، ومن ثم كان التجاهل والاستبعاد مصير أي بريد إلكتروني ترسله إلى تلك الشركات التي لها من الثِقَل في سوق صنعة الترجمة ما لها.

التوضيح: عنوان البريد الإلكتروني أول ما يطلع عليه مسؤول التوظيف بأي شركة أو جهة أو مؤسسة، وهو أحيانًا البديل الإلكتروني الوحيد عن المقابلة مع مسؤولي هذه الشركات أو الجهات أو المؤسسات وجهًا لوجه؛ ومن ثم يتعين على المترجم المحترف أن يُحسن اختيار تسمية عنوان البريد الإلكتروني الذي يخصِّصه للعمل، كأن يكون مثلاً: samia.kamal_translator@gmail.com، وكما نرى بوضوح أن هذا العنوان يفصح عن الاسم الحقيقي لصاحبة البريد الإلكتروني (سامية كمال) ومهنتها تحديدًا التي تُراسل الجهات المختلفة بشأنها (مترجمة)، مما يعطي انطباعًا أوليًا عن مهنية المُرسِل وأنه حريص على التعامل المهني الاحترافي، فتلقى بذلك رسالة البريد الإلكتروني استحسان المُرسَل إليه، مما يشجعه على الاهتمام بالاطلاع عليها بدل تجاهلها ابتداءً.

وهذا ما تحرص عليه في المقابل شركات الترجمة الاحترافية؛ حيث توفر لموظفيها نطاقًا خاصًا يتضمن عنوان بريد إلكتروني داخلي يحمل الاسم الحقيقي لكل موظفٍ بها متبوعًا باسم الشركة.

تنويه: جميع المواقف والأحرف والأسماء والعناوين والتفاصيل المذكورة افتراضية من وحي خيال كاتب السطور ومستوحاة من خبرته المهنية في مواقف واقعية مماثلة، وأي تشابه بين هذه التفاصيل والواقع فهو من قبيل الصدفة البحتة.



ماذا تعني رسالة التأكيد (Confirmation E-mail)؟

المهنية أساس جوهري وجزأ لا يتجزأ من عمل المترجم، وإن كان المترجم بارعًا في ترجمته من حيث الكفاءة ويفتقد إلى هذا الجزء في عمله، فإنما ينقصه الكثير ويفوِّت على نفسه الخير الكثير ويظهر بمظهر لا يليق بمترجم محترف، ومن مهنية المترجم أن يحرص على حسن التعامل مع كل رسالة بريد إلكتروني تصله إما بتنفيذ ما بها إن كان عاجلًا ومهمًا أو وضعها في مجلد أرشيفي إن لم يعد لها استخدام أو حذفها إن كانت رسالة غير مهمة أو إدراجها بمجلدها الفرعي الذي يضم مثيلاتها بالإضافة إلى حسن تنظيمه للمجلدات الرئيسية والفرعية به، ومن المهنية أيضًا: التأكيد على وصول الإيميل واستلامه وما يُعرف في الصنعة بــ "Confirmation E-mail" وقد يغفل بعض المترجمين عن هذا الجانب الذي ينم عن عدم المهنية حتى وإن توفرت الكفاءة في الترجمة مما يعطي انطباعًا سلبيًا عنه عند المتلقي وأبسط ما يمكنه أن يظن بالمترجم أنه في هذه الحالة شخص "غير مهني".

فماذا تعني رسالة التأكيد؟

   • أنك مهتم برسالة المُرسِل وحريص على الرد عليه لطمأنته بوصول رسالته التي تكون في كثير من الأحيان في غاية الأهمية سواءً أكنت مترجمًا أم عميلاً.

   • أن رسالة البريد الإلكتروني التي أرسلها إليك المُرسِل قد وصلت دون وجود مشكلة تقنية ما في الاتصال بشبكة الإنترنت.

   • أنك قد قرأت الرسالة وفهمت مضمونها ومحتواها جيدًا وبإمكانك تنفيذ كل ما ورد بها دون وجود أي عوائق لديك.

   • أنك تقر بالموافقة على كل ما ورد بالرسالة إن كان بها تعليمات أو اتفاقات ما بين المُرسِل والمرسَل إليه.

   • أن بإمكانك الرد على الرسالة إذا كان لديك أي تعليق أو استفسار أو حتى تحفظ على جزئية ما بالرسالة وتطلب التوضيح، فقد يكلفك العميل بمهمة لا تجيدها أو ليس لديك من الأدوات ما يعينك على إنجازها فترد على رسالته تستفسر منه أكثر عن طبيعة المهمة.

ما صيغة رسالة التأكيد؟

تختلف صيغة التأكيد حسب العميل أو الجهة أو المترجم، لكنها لا تخرج في محتواها عن هذه الصيغة اليسيرة في أبسط صورها:

Dear Mr./Sir/Madam …,

Confirmed!

Thanks & Best Regards



الأربعاء، 30 سبتمبر 2020

قصيدة: أنتِ القدرُ

إنْ غابَ عن ليلي الضياءُ، فأنتِ القمر

وإنْ ظمأتُ في حر النهارِ، فأنتِ النـهر

وإنْ توارتْ عني الظلالُ، فأنتِ الشـجر

وإنْ غابَ عن رحلي الزادُ، فأنتِ الثـمر

*****************

وإنْ فارقَ داري الصحاب، فأنتِ السَمر

وإنْ أرَّق مضجعي السُهاد، فأنتِ السَحر

وإنْ تُهتُ بين الضواحي، فأنتِ الحَـضَـر

وإنْ ضاقتْ براحلتي البلاد فأنتِ السَـفــر

*****************

وإنْ غابَ عن لحني النشيد، فأنتِ الوَتَــر

وإنْ زاغ عن مُقلتيكِ النظرُ، فأنتِ البصـر

وإنْ شُغلتُ بالأصـداف عنكِ، فأنتِ الـدُرر

وإنْ أفنيتُ بين يديكِ العمرَ، فأنتِ الـقَـــدَر


شعر: حسن بخيت حسن

30 سبتمبر 2020

اليوم العالمي للترجمة

الاثنين، 28 سبتمبر 2020

سطور في التعدد

للتعدد أسباب عدة وتتراوح أحكامه بين الإباحة والحرمة مثله مثل الزواج بواحدة؛ فالضرورة تقدَّر بقدرها وفق كل حالة بعينها وليس من الحكمة التعميم سواء بالقبول المطلق أو الرفض التام... وبغض النظر عن الحكم الشرعي المعلوم للجميع، فمسألة التعدد من المسائل الخلافية الشائكة بين الرجل والمرأة ليس من الناحية الشرعية فحسب، بل من الناحية النفسية والاجتماعية والقانونية أحيانًا مما يضيق لتفصيله المقام، وفي وسائل الإعلام إما أن تكون المسألة من المسائل الاجتماعية المسكوت عنها أو المنبوذة جملة وتفصيلًا - في الوقت الذي باتت تروِّج فيه كثير من الأعمال الدرامية لنمط الحياة الغربي الذي يختلف في كثير من تفاصيله عن نمط المجتمع الشرقي! - أو تكون المسألة برمتها مثارًا للسخرية والتندر إما في أعمال درامية هزلية تميل إلى الفانتازيا لتأصيل فكرة أن التعدد – المباح شرعًا – محض خيانة زوجية أو لا يعدو كونه محاباة للرجل ونزواته أو في وسائل التواصل الاجتماعي حيث تتوه القضية برمتها وسط ضجيج من السخرية والتفكه لمآرب شتى، وقلما تُناقش المسألة مناقشة موضوعية من حين لآخر هنا وهناك على استحياء تام، ومن ثمَّ – واستجابة لتأثير تلك الآلة الإعلامية التي تسير معظمها في اتجاه واحد - تبنت كثير من المجتمعات الشرقية العربية الإسلامية تلك الرؤى والأحكام المسبقة ربما عمدًا أو جهلًا.

ونظرًا لاختلاف طبيعة كل من الرجل والمرأة عن الآخر، ينظر كلا الطرفين إلى التعدد من منظوره الخاص وقلما ينظر كل طرف من المنصفين والمنصفات إلى المعادلة من طرفيها معًا، فمن جانب الرجل تميل فطرته في الأصل إلى التعدد وإلا لما أجازه له الشارع الحكيم دون أن يوجبه أو يفرضه عليه بل حددَّه وقد كان قبل الإسلام مطلقًا، بينما تميل فطرة المرأة إلى أن تكون الزوجة الوحيدة في حياة زوجها وتأبى طبيعتها أن تشاركها فيه امرأة أخرى، إلى أن يضطر كلا الطرفين أو أحدهما للقبول به عند توفر ضوابطه والاطمئنان إلى مشروعيته وعدالته، مع مراعاة الميل القلبي الذي أشار إليه النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) والتمس من الله فيه العذر لغلبة محبته للصدِّيقة ابنة الصدِّيق (رضي الله عنها وعن أبيها)؛ فالرجل يعدل بين أبنائه ومع ذلك قد يميل قلبه إلى أحدهم أكثر دون أن يحيد به ذاك الميل عن العدل بينهم فيما يملك، وهذا الميل القلبي هو المُشار إليه في قوله: "وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ۚ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّـهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا"، ومما قد تغفل عنه المرأة –  لا لقصورٍ في إدراكها أو جهلًا أو إنكارًا منها للحكم الشرعي وإنما لغلبة الغيرة على طبعها وإن بررت موقفها بخلاف ذلك – وما يدركه الرجال جيدًا أن الرجل نفسه قد لا يكون راغبًا في التعدد ابتداءً لما يفرضه عليه من أعباء نفسية واجتماعية ومادية إضافية استنادًا إلى معطيات الواقع إلا أن يكون مضطرًا للإقدام عليه مع توفر أسبابه المُسوغة له والالتزام بضوابطه التي تضمن استقراره (أي أن الأمر ليس دائمًا محض رفاهية للرجل أو إشباعًا لرغبات مؤقتة كما قد تظن المرأة أو كما يُراد لها أن تظن).

فالخالق حين أباح التعدد ما أباحه محاباة للرجل على حساب المرأة، فكلاهما صنعته، والصانع أعلم من غيره بما يصلح حال صنعته: "أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ" ولا يحابي الحقُ أحد الجنسين على الآخر وهو الذي خلق الزوجين الذكر والأنثى، وأينما تكون المصلحة فثمَّ شرع الله ما دام قد انتفى منها الضرر والضرار، ومن هنا كانت الإباحة – وسطًا بين الوجوب والتحريم - مراعاة لمصلحة الطرفين ووفقًا لكل حالة على حدة دون تعميم وحسب متطلبات كل طرف واحتياجاته التي تختلف من حالة إلى أخرى، ولكلٍ أسبابه ما دامت مقبولة مشروعة.



الأحد، 20 سبتمبر 2020

لا أعذار

• نحن لا نريد الأشياء وحسب، بل إننا نعرف ما يجب علينا فعله للحصول عليه أيضًا، وكلنا يعقد العزم على القيام بهذه الأشياء، أحيانًا، ولكننا قبل أن نبدأ، نقرر أن نأخذ إجازة صغيرة، نمضيها في مكان خيالي رائع أطلق عليه "جزيرة يومًا ما".. يقول أحدنا: "يومًا ما سأقرأ ذلك الكتاب، ويومًا ما سأقوم بكل تلك الأشياء التي أعلم أن عليَّ آداؤها من أجل تحقيق جميع أهدافي يومًا ما".. والقاعدة الأولى للنجاح بسيطة وهي "ارحل عن هذه الجزيرة!"

• الانضباط الذاتي هو القدرة على فعل ما يجب عليك فعله، حينما يجب عليك فعله، سواءً أكنت راغبًا فيه أم راغبًا عنه.

• إن قدرتك على التفكير والتخطيط والعمل الجاد على المدى القصير وتدريب نفسك على القيام بما هو صحيح وضروري، قبل القيام بما هو ممتع وسهل، هو المفتاح لخلق مستقبل رائع لنفسك.

• إن القاسم المشترك للنجاح هو أن الناجحين قد اعتادوا القيام بالأمور التي لا يحب الفاشلون القيام بها، وقد تبين أن الأمور التي لا يحب الناجحون القيام بها هي الأمور ذاتها التي لا يحب الفاشلون القيام بها كذلك، ولكن الناجحين يقومون بها على أية حال لأنهم يعلمون أن هذا هو الثمن الذي لا بد لهم دفعه إذا أرادوا الاستمتاع بنجاح ومكافآت أعظم قدرًا في المستقبل.

• يهتم الناجحون السعداء بقدر أكبر بالعواقب الإيجابية طويلة المدى لتصرفاتهم، بينما الفاشلون أكثر اهتمامًا بنيل الاستمتاع الشخصي والرضا العاجل.

• إن عادة اتخاذ أسهل السبل، والقيام بما هو مسلٍ وممتعٍ، تزداد قوة بمرور الوقت وتؤدي حتمًا إلى الضغف الشخصي والإخفاق والفشل، ومن حسن الحظ، أنه يمكنك تطوير عادة الانضباط الذاتي، عندما يصبح الانضباط الذاتي راسخًا في تصرفاتك، سوف يراودك شعور بالضيق حينما تتصرف بأسلوب لا يتسم بالانضباط الذاتي.




الجمعة، 11 سبتمبر 2020

بين خطيئة إبليس وخطيئة آدم

حين أخطأ إبليس تكبر وبرَّر خطأه بخطيئة وتمادى فيها "قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ" حتى لعنه الله "قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ" أما آدم فحين أخطأ اعترف بذنبه "قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ" فتاب وأناب حتى أقال الله عثرته وقَبِل توبته وغفر له "فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" فالتكبر على الخلق خطيئة والرجوع إلى الحق فضيلة.

الخميس، 10 سبتمبر 2020

إدارة الأولويات.. الأهم أولاً

• إن إدارة الوقت التقليدية تهتم بالزمن الخارجي، وهذا الزمن تراكمي يحسب بالثواني والدقائق والساعات وهو غير ذي قيمة، فالدقيقة هنا لا تساوى أكثر من 60 ثانية، والساعة _ من هذا المنظور _ تتحكم في حياتنا. مع أن هذا الزمن الخارجي أو التتابعي لا يعكس الخبرات التي عرفتها الثقافات والحضارات الإنسانية. هنا يُعد الوقت خبرة حياتية ذات معنى. فالوقت شيء نعيشه كمورد إنساني ونجنى من لحظاته فوائد معينة، فعندما نسأل: "هل قضيت وقتاً طيباً؟" فنحن لا نسأل عن الوقت المتتابع، بل نسأل عن قيمته، ولا نسأل عن الوقت الخارجي، بل نسأل عن الإحساس به. فالزمن الداخلي هو الزمن الخارجي بالإضافة إلى قيمته.

• إن الإلحاح ليس مشكلة في ذاته، لكن عندما يسيطر الإلحاح فإنه يدوس الأولويات في طريقه، وهكذا يصبح العمل الملح هو العمل الوحيد، وندخل في دوامة من النشاطات المتتابعة أو في حلقة مفرغة، فلا نتوقف لحظة لنسأل عما إذا كان ما نفعله هو فعلا ما يجب فعله.

• من مفاتيح التعامل مع المهم _ إنجاز الأولويات أولاً _ أن نرتب حياتنا حول الأولويات. ويتكون نظام المربع الثاني من 6 خطوات أساسية تحتاج إلى استثمار 30 دقيقة كل أسبوع تساعدنا على أن نحيا حياة فعالة وأن نترك ذكريات طيبة، منطلقين من الحاجات ومرتكزين على المبادئ والهبات الإلهية والفطرة الإنسانية، ويبدأ هذا النظام بقائمة عمل أسبوعية، فالتخطيط اليومي يقدم رؤية محدودة ويسلط أنظارنا على الملح. أما التخطيط الأسبوعي فيوفر مجال أوسع ويجعلنا أقدر على تقييم النشاطات اليومية وتحديد مدى انسجامها مع نظرتنا الكلية.

• بالنسبة لكل دور من أدوارك، اسأل نفسك: ما أهم شيء يمكنني عمله هذا الأسبوع لتحقيق أفضل النتائج؟ ثم حكم عقلك وقلبك. أي ركز على البوصلة بدلاً من الساعة، وركز على المهم وليس على الملح. بالنسبة لدورك في تنمية نفسك يمكن أن تقرر حضور دورة تدريبية في تسريع القراءة أو تعلم لغة أجنبية، وبالنسبة لدورك كأب قد تقرر زيارة المدرسة والاطمئنان على مستوى أولادك، وبالنسبة لدورك كمدير يمكنك زيارة عميل أو تدريب أحد موظفيك. ودائماً يمكنك اختيار أكثر من هدف لكل دور. ويمكن أحيانا تحديد هدفين لدور معين وعدم تحديد أهداف لبعض الأدوار، وفي كل الأحوال استرشد بالبوصلة في داخلك وليس بالساعة في معصمك.

• عندما تسأل: ماذا أريد؟ ولماذا أريد ذلك؟ وكيف أحقق ما أريد؟ فإن السؤال الأول يبقينا على الطريق الصحيح وهو طريق الإنجاز والمشاركة، أما السؤال الثاني فيعرفنا على الدافع النبيل الكامن وراء إرادتنا، أما السؤال الثالث فيحدد لنا المسار ويجعلنا نستخدم البوصلة الموجهة بالمبادئ. ولأن تحقيق الأهداف يقتضي أن نتعامل مع الآخرين، فإن البوصلة الداخلية (الضمير) تجعلنا نبحث عن علاقات بناءة مع الجميع وأن نتعامل برغبة حقيقية في توفير حياة ذات قيمة للجميع.

• مع الرسالة والأدوار والأهداف في ذهنك، يمكنك البدء بتخطيط أسبوع العمل. وبدلاً من وضع أولويات لجدول الأعمال، جدول الأولويات فقط. ومن الأولى أن تجدول أولويات الأسبوع بأكمله بحيث توفق بين ما هو ملح وما هو مهم من ناحية، وبين الأنشطة والمهام والأهداف من ناحية أخرى.. أما التخطيط يوم بيوم يضطرك للاهتمام بالملح وعدم الاهتمام بالمهم. 

كيف تملأ الجرة؟

- دخل المدرب قاعة التدريب، ووضع الجرة في وسط القاعة، وقال للمتدربين: سنتدرب الآن على وضع خطة أسبوعية للعمل. فهذه الجرة تمثل أسبوعاً كاملاً وسنحاول ملأها بطريقة منطقية وعملية... أخرج المدرب كيساً كبيراً مليئاً بقطع الصخور المتباينة الأحجام والأشكال، وأخذ يلقى بالقطع داخل الجرة حتى بدأت تتساقط على الأجناب، حاول المدرب زحزحة الصخور في الداخل فهز الجرة بشدة، ولكنه لم يستطع إدخال المزيد... وهنا سأل المتدربين: هل امتلأت الجرة؟ فأجابوا بصوت واحد: نعم... هز المدرب رأسه نافياً، وقال: ليس بعد... ثم أخرج كيساً متوسطاً مليئاً بالحصى، وبدأ يلقى بقطع الحصى الصغيرة داخل الجرة فتستقر في الفراغات بين قطع الصخور الكبيرة، وعندما فاضت الجرة بالحصى، سأل: هل امتلأت الجرة؟ فرد المتدربون بصوت واحد: لا... ابتسم المدرب، وأخرج كيساً صغيراً مليئاً بالرمل الناعم، وبدأ يسكب الرمل في الجرة، فتتسلل حبات الرمل الناعمة بين الحصى وقطع الصخور لتملأ كل الفراغات المتبقية، وعندما فاضت الجرة بالرمل، سأل المدرب المتدربين: هل امتلأت الجرة؟ فرد الجميع: نعم.

ابتسم المدرب مرة أخرى، وقال: قطع الصخور الكبيرة هي الأولويات.. وقطع الحصى المتوسطة هي الأعمال الملحة.. وحبات الرمل هي الأعمال الصغيرة التي تهم الآخرين.




السبت، 5 سبتمبر 2020

فن تنظيم كل شيء

• النظام يعنى أن يكون هناك سبب منطقى لقيامك بالأمر وأن تقوم به فى الوقت الأمثل وبأسهل طريقة

• لا سبيل للنجاح إذا ما كان الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه غير واضح.

• هناك نسبة من الفوضى يمكن اعتبارها أمراً طبيعيًا وعاديًا بل ومرغوبًا فيه أيضًا، والحياة مليئة دائماً بالأعمال التي لم تؤد بأكملها والمشاريع التي لا تزال قيد التنفيذ والمهام التي على وشك الإنجاز؛ لذا، ينبغي علينا تقبل حقيقة عدم القدرة على بلوغ المثالية أو الكمال في حياتنا اليومية، ويجب أن نعتبر إنجاز بعض المهام – وليس جميعها – أمرًا كافيًا.

سطور من كتاب "فن تنظيم كل شيء" - روزالى ماجيو



السبت، 8 أغسطس 2020

الثلاثاء، 4 أغسطس 2020

حيادية المترجم

 بالعامية المرة دي علشان الحبايب 😘 يا سادة يا كرام، تعلمنا على أيدي أساتذتنا في الترجمة إن المترجم لازم وضروري وحتمًا ولا بد يفصل نفسه تمامًا بمعتقداته وأفكاره ورؤيته وشخصيته وسلطاته وبابا غنوجه 😊 عن النص اللي بيترجمه علشان يقدر يترجمه بحيادية ومهنية وأمانة ويحافظ على حدوده المسموح بيها في النص اللي بيترجمه.

المترجم الجيد زيه زي الممثل الجيد اللي يقدر يقنعك بدوره طول ما هو ناجح في تقمص شخصيته الدرامية، بغض النظر عن شخصيته بره العمل الدرامي اللي بيقدمه، وده مش كلامي، وإن كان التشبيه من عندي وما أميل إليه لتوضيح الفكرة، ولكن ده رأي كبار أساتذة الترجمة في العالم زي Forster وProchazka وGoodspeed اللي بيقول "أفضل التراجم هي التي تجعل القارئ ينسى مطلقًا أنها ترجمة" وغيرهم كتير طبعًا، يعني المترجم بيفصل نفسه تمامًا كأنه داخل على النص يتقمص شخصياته ويؤدي دوره بحِرفية علشان ينقل رسالة المؤلف بدون زيادة ولا نقصان وبعدين يخرج منه لحياته الخاصة براحته ويفصل منه زي ما الممثل بيفصل شخصيته الدرامية عن الواقعية بعد ما يخلص دوره، فبلاش نخلط الحابل بالنابل وشخصية المترجم وأفكاره الخاصة بترجماته.

عايز تكون موضوعي وحيادي قدر الإمكان؟
ركز دايمًا على الأفكار مش الأشخاص (فكلنا بشر نصيب ونخطئ ولكن اعرف الحق تعرف رجاله) حتى في حياتك العامة
ركز دايمًا على جودة الترجمة ودقتها مش شخصية المترجم وأفكاره الخاصة
ركز على تصويب أخطاء المترجم وتعليمه مواطن الخطأ وأوجه الصواب لو كنت مراجع مش تأنيب المترجم وتعسيفه على أخطاء كلنا وارد نقع فيها ومحدش فينا مهما بلغ كبير على التعلم.
وعذرًا على كتابة المنشور بالعامية! 😊

الأحد، 2 أغسطس 2020

طبيب الغلابة

 توقفتُ طويلًا عند مشاهد الحب العارم التي حظي بها هذا الطبيب، ذاك الحب الذي أظهره له كل مَنْ عرفوه وهم قليل مقارنة بمَنْ أحبوه دون حتى أن يعرفوه، حتى وجدتُ أن سر كل هذا الحب يمكن أن تلخصه كلمة واحدة: الـزهـد؛ فقد عاش هذا الطبيب يعالج البسطاء زاهدًا في المال والشهرة والمنصب، بل كان زاهدًا حتى في نظرة إعجاب من الناس، ما يبدو واضحًا على هيئته المتواضعة التي قد لا تليق بطبيب مثله، أحبه الناس – مَنْ عرفوه منهم ومَنْ لم يعرفوه – لأنه جسَّد الوصية النبوية "ازهد في الدُّنيا يحبُّكَ اللَّهُ وازهد فيما عندَ النَّاسِ يحبُّكَ النَّاسُ" خير تجسيد، وقمة الزهد في الدنيا وأهلها أن تعطي دون انتظار المقابل عملًا بقوله تعالى: "إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّـهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا"، وقد لا يكون العطاء ماديًا فحسب بل ومعنويًا أيضًا؛ فالكلمة الطيبة عطاء، والابتسامة الصافية عطاء، والنصيحة الخالصة عطاء، والمشاعر الصادقة عطاء.

رحم الله طبيب الغلابة!



الوقت صنعة

• "يكون لدينا متسعٌ من الوقت عندما نعرف كيف نستخدمه" (المفكر والفيلسوف بسمارك)

• صناعة الوقت تعني:

- اكتشاف أوقات جديدة في حياتك لم تكن منتبهًا لها، ولم تكن مدركًا لكيفية استغلالها، مما يزيد قدرتك على الاستفادة من حياتك.

- تعظيم المنافع التي يمكنك الحصول عليها في أوقاتك المعتادة، فإن كنت قبل ذلك تؤدي في الساعة عملاً واحدًا، فبعد أن تتقن صناعة الوقت يمكنك أن تؤدي في نفس الساعة خمسة أعمال.

- توفير الأوقات التي كنت تستهلكها قبل ذلك فيما لا يحقق أقصى منفعة لك بإعادة ترتيب أولويات حياتك حتى تصل حقًا إلى أفضل استثمار لوقتك وعمرك.

• مَنْ لا أهداف له في حياته، يعيش في تحقيق أهداف الآخرين.

• مهارة التفويض: ما يمكنك أن تكلف به شخصًا غيرك فلا تقم به أنت، وهذه قاعدة العظماء في كل مكان، فتخلى عن وهم الكمال، فلا يوجد ما لا يستطيع غيرك القيام به.

• توقع غير المتوقع وتحلى بالمرونة؛ فلا تجعل نفسك عرضة دائمًا للمفاجآت، بل استعد دائمًا لكل تغير.

• المهملون هم مَنْ يضيِّعون الفرص، والناجحون هم مَنْ يستثمرون الفرص، أما العظماء فهم مَنْ يصنعون الفرص.

سطور من كتاب "الوقت صنعة" - د./ شريف أبو فرحة



الخميس، 16 يوليو 2020

جسر الترجمة

 الترجمة جسر تعبر منه الثقافات والحضارات والمعارف بين الشعوب تطبيقًا لا تنظيرًا، ولولا وجود الترجمة منذ فجر التاريخ لأصبح العالم قرى منعزلة لا تجمع بينها لغة تفاهم واحدة مشتركة، وما المترجم إلا حلقة الوصل في هذا الجسر، وعليه أن يتحرى المهنية والأمانة والدقة في نقل تلك المعارف دون أن يصدر عليها أحكامه أو يقحم فيها معتقداته وأفكاره الخاصة.

الثلاثاء، 14 يوليو 2020

His husband & Her wife!

 لعلك طالعت في الآونة الأخيرة مقالة عن الشذوذ الجنسي أو المثلية الجنسية بالتزامن مع تغيير كثير من الشركات العالمية لشعارها إلى شعار "الرينبو"، ولعلك صادفتَ تراكيب لغوية غريبة على مسامعك مثل "his husband" و"her wife"، وقد لا تكون هناك إشكالية في ترجمة "homosexuality" إلى "الشذوذ الجنسي" أو "المثلية الجنسية" غير أن الإشكالية قد تظهر عندما تجد في النص مثل هذه الإشارة إلى أحد طرفي هذه العلاقة مع ضمير الملكية، وبما أنهم يسمون العلاقة بالمثلية الجنسية؛ أي علاقة المثل بالمثل من الجنسين، الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة، وما دامت هذه العلاقة علاقة مستحدثة على الفطرة والطبيعة الإنسانية ومغايرة لهما، وجب البحث عن مكافئ لغوي بديل عن المصطلحات التي تطلق على العلاقة الطبيعية السوية بين الجنسين كالزوج والزوجة والخليل والرفيق وغير ذلك، لذا قد تكون هناك ضرورة لاشتقاق كلمة جديدة مناسبة لهذا النوع من العلاقات غير مألوفة كما أن هذه العلاقة نفسها غير مألوفة، وقد يكون المصطلح المكافئ المناسب في اللغة العربية في هذه الحالة هو "المثيل" و"المثيلة"؛ ولذا أقترح الترجمة التالية لهذا التركيب:

his husband = مثيله الجنسي

her wife = مثيلتها الجنسية


الأربعاء، 8 يوليو 2020

الزهرة الفاتنة

 ما أروع قول الحق وهو يتعامل مع النفس البشرية من منطلق "أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ" حين يقول: "وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ"؛ فالخالق يبين أن النظرة هي بريد الإعجاب التي عبَّر عنها بـ "مد العين" أي إطلاق البصر، وفي الوقت نفسه لا ينفي الحق أن الزوجات الجميلات هن زهرة الحياة الدنيا، غير أن تلك الزهرة الجميلة التي تمتع نظر الناظر إليها نعمة وفتنة في الوقت نفسه كغيرها من النعم التي يبتلي بها الله عباده، ثم يُعقِّب: "وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ".

الاثنين، 22 يونيو 2020

مَنْ الذي حرَّك قطعة الجبن الخاصة بي؟!

 لماذا يصر كثير من المترجمين على ترجمة الكتاب الماتع "Who Moved My Cheese" إلى "مَنْ الذي حرَّك قطعة الجُبن الخاصة بي؟".. أليس من الأفضل مثلًا ترجمتها إلى "مَنْ الذي حرَّك قطعتي من الجُبن؟".. ما اطلعتُ حتى الآن على ترجمة أو مراجعة للكتاب إلا ووجدتُ إجماعًا لا تستسيغه الأذن على عبارة "الخاصة بي" هذه على ركاكتها وكأن العربية قد وقفت عاجزة عن تصريف مستساغ لضمير الملكية My!



السبت، 6 يونيو 2020

توظيف المعرفة

في عصر التطور التقني والانفجار المعرفي الذي نعيشه اليوم، لم تعد العبرة بمقدار معرفتك؛ فجوجل دائمًا يعرف أكثر منك، وإنما العبرة بمهارتك في توظيف تلك المعرفة.

الخميس، 4 يونيو 2020

التطبيق أساس النظرية

التطبيق أساس كل نظرية وليس العكس؛ فبالخبرة والمران والممارسة والتجربة والخطأ والصواب تُكتسَب المعرفة الحقيقية، أما النظريات المجردة التي لا تستند إلى تطبيق مُسبَق فتعارض بعضها البعض في دائرة مفرغة دون الوصول إلى واقع ملموس أو حقيقة مؤكدة.

الأحد، 17 مايو 2020

عادل إمام.. الغالب مستمر

 الاسم: عادل محمد إمام محمد بخاريني

تاريخ الميلاد: 17 مايو 1940

مكان الميلاد: حي السيدة عائشة ثم حي الحلمية ثم العمرانية ثم المهندسين وأخيرًا المنصورية

الوظيفة: أشهر فنان كوميدي في أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين

الزوجة: هالة الشلقاني

الأبناء: رامي – محمد - سارة

كتب عنه الناقد الفني/ أشرف بيدس يقول:

• في الفن أيضًا "الغالب مستمر" كما في الحياة.. لذلك ظل عادل إمام مستمرًا لأنه ظل "غالبًا" كما أنه لم يشهد إخفاقات أخرجته من اللعبة أو عصفت بمكانته، لذا ظل يلعب حتى سجَّل أرقامًا قياسية.

• لقد ظل عادل إمام بالنسبة لي علامة استفهام كبيرة لم أستطع الإجابة عليها بوعي أو بدون وعي، رغم أن موقفي هذا يعتبر شاذًا لأن فنانًا بحجمه إما أن تحبه أو تأخذ منه موقفًا.

• أغلب الظن أنني كنت أُعجب به سرًا دون إفصاح أو إعلان... والأمر لا يستدعي الدهشة؛ فعادل إمام شخصية محيرة جدًا، قد تصدمك آراؤه السياسية، لكنك تلمح بسهولة عشقه لبلده، وقد تغضب من بعض أفلامه، في الوقت الذي تسعد بأغلبها، وفي الحالتين تحترم عطاءه وكفاحه.

من كتاب "عادل إمام.. الغالب مستمر" – أشرف بيدس



الأربعاء، 13 مايو 2020

ترجمة الواقع في الأعمال الفنية والأدبية

 كلما كان العمل الفني (فيلم سينمائي - مسلسل درامي - عرض مسرحي - ...) أو الأدبي (رواية - قصة - لوحة - شعر - ...) مباشرًا للغاية، فقد قيمته الإبداعية والتشويقية - بل وربما رسالته أيضًا - عند المتلقي؛ فدور العمل الفني أو الأدبي الجيد أن يترجم الواقع ترجمة حِرَفية لا حَرْفية، ثم يترك للمتلقي المساحة ليُعمل عقله في إدراك الرسالة.

الاثنين، 20 أبريل 2020

لا تحقرن من العلم شيئًا

من الأمور التي يحسن بالمترجم المحترف الحرص عليها خاصة في بداية مساره المهني الاحترافي في صنعة الترجمة: تجنب الأخطاء النحوية أو الإملائية أو الترقيمية أثناء الكتابة حتى في محادثات الدردشة أو عبر منصات التواصل الاجتماعي قدر الإمكان، ومع أن البعض قد يرى الأمر هينًا أو دربًا من دروب المبالغة، إلا أن له تأثيرًا غير هينٍ وانعكاسًا ذا قيمة على جودة ترجمتك بالتعود على تجنب مثل هذه الأخطاء مع مرور الوقت، خاصة وأن مثل هذه الأخطاء هي أول ما تقع عليه عين القارئ للنص الذي ترجمته، وهذا التعود على تجنب مثل هذه الأخطاء حتى في المحادثات العامة ليس بالطبع من باب التحذلق اللغوي؛ فتعودك على الصواب ولو في غير موضعه سيجنبك بالضرورة الوقوع في الخطأ في موضعه؛ ولا يعني هذا أن تكون نابغة في اللغة لا يُشق له غبار ولا يعتري كتاباته الخطأ مطلقًا، ولكن كلما تعلمت قاعدة نحوية أو إملائية أو ترقيمية جديدة التزم بها في كتاباتك ما استطعت إلى ذلك سبيلا، واعلم أيها المترجم أنك أولى الناس بأن يحسن حديثه وتستقيم كتاباته ولا تحقرن من العلم شيئًا!

الاثنين، 13 أبريل 2020

السبت، 11 أبريل 2020

الأمل حياة

 اليأس كفر والاستسلام خيانة والأمل حياة

قالها يعقوب لأبنائه بعد مرور الأعوام والسنون من الحزن على فراق يوسف وبعد ذهاب بصره وبعد أن فقد عزيزه الثاني: "... وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّـهِ * إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّـهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ"؛ فعاش يحدوه هذا الأمل ويرافقه الصبر الجميل ويملأ قلبه اليقين إلى أن جاءه البشير:" فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا * قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ"

الأربعاء، 25 مارس 2020

دور المترجم الطبي ووباء كورونا

 دور المترجم - الطبي خاصة - لا يقل أهمية عن دور الطبيب في مواجهة الأزمة الراهنة التي تمر بها مصرنا العزيزة والإنسانية كلها الآن جراء تفشي فيروس كورونا المستجد.

الثلاثاء، 24 مارس 2020

دروس مستفادة من وباء كورونا

 لعل من الدروس المستفادة من هذا الفيروس المستجد أن جعلنا نقف مع أنفسنا وقفة صادقة لننظر إلى هذه الحياة نظرة مجردة لنكتشف أنها لم تكن تستحق كل هذا العناء في التكالب على زخرفها وأننا قد نغادر قطارها في أي وقت وبأهون الأسباب التي قد لا تبصرها العين المجردة... ليست هذه نظرة تشاؤمية كما قد تبدو ولكنها نظرة واقعية؛ فالموت هو الحقيقة المؤكدة للجميع، وكلنا يدرك تمامًا أننا جميعًا راحلون عن هذه الحياة يومًا ما إن عاجلاً أو آجلاً، وأن مغادرة قطار الحياة مسألة وقت ليس إلا، وليس هذا الفيروس بالسبب الوحيد، وإن تعددت الأسباب فالموت واحد، وما دام هذا هو المصير الحتمي، فلا داعي للتهويل والترهيب والترويع؛ فالله عز وجل يقول: "قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّـهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّـهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ"، فالذي كتب لنا الحياة فأخرجنا من العدم إلى الوجود "هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا" هو الذي كتب علينا الموت "كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ" ويقول الرسول الكريم: "عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ".. أما عن الجانب النفسي لمعظمنا فقد تأثر ولا شك من سيل الأخبار المتواترة هنا وهناك عن مدى تفشي هذا الوباء العالمي ومن المؤكد أن له تأثيرًا واضحًا على جميع جوانب حياتنا الشخصية والاجتماعية والمهنية، وما علينا إلا التضرع والدعاء برفع البلاء مع الحيطة والأخذ بأسباب النجاة والتقرب إلى رب الأرباب ثم التسليم بقضاء الله وقدره بنفسٍ راضية مع مواصلة السعي عملاً بقول الرسول الكريم في الحديث الصحيح: "إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ، وَفِي يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا" ولتكن بعدها مشيئة الله؛ فلن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها، وإلى الله المرجع والمآل.

ولعل من فوائد هذا الفيروس المستجد أنه يقدم لكل ملحدي العالم اليوم دليلاً عمليًا - بعيدًا عن التنظير - على فساد اعتقادهم وهم "يشاهدون بأم أعينهم" آثار ما يفعله هذا الكائن الطفيلي الذي "لا يُرى بالعين المجردة" ولا يزيد حجمه على 500 نانو متر وقد أعجز العالم وأقعد ما يزيد على 4 مليار إنسان مكتوفي الأيدي بلا حول ولا قوة وفرض على الجميع حجرًا صحيًا إجباريًا ولا يزال يحصد أرواح الآلاف ويصيب مئات الآلاف ويهدد اقتصاد العالم بالانهيار... فهلا يجادلون اليوم بأن هذا الفيروس وغيره مما لا تراه أعينهم المجردة "لا وجود له" إن كانوا لا يعترفون إلا بوجود ما تراه الأعين أو تدركه الحواس؟! أم أدركوا اليوم أن لهذا الكون خالقًا "لا تدركه أبصارهم" هو المدبر لهذا الكون بكل ما فيه وأنه "واجب الوجود" ولا يزال يتفضَّل عليهم وهم لآثار رحمته منكرون وإن لم تدركه الأبصار لأنها غير مؤهلة بما يعينها على رؤية الحق بجماله وجلاله في الدنيا كما أننا اليوم غير مؤهلين لرؤية بعض مخلوقاته بأبصارنا المجردة؟ ولو لم تتوفر المجاهر والميكروسكوبات المجهرية للبشر لما تيقنوا من وجود ذاك الكائن ولما أمكنهم اكتشافه وتتبع آثاره، ولعلهم نسبوا تلك الإصابات والوفيات إلى أشباح أو أرواح شريرة كما كان يظن الإنسان البدائي قبل أن يهتدي بالعلم إلى تلك الأداة.. أم لا تزال قناعة هؤلاء بأن كل ما يجري إنما هو بمحض الصدفة البحتة، وإن كان، فبمً يفسرون سلوك هذا الكائن الذي يجوب العالم ويحارب الجميع بل ويتفوق على ذكاء الإنسان بكل ما وصل إليه من علم وتقدم حتى الآن وكأنه يعقل ويدرك تمامًا كل ما يقوم به حتى يحافظ على بقائه وحياته ولو على حساب ذلك الكائن البشري الضعيف.. وكلما تقدم العلم ظهر من أمثاله ما يعجز البشر عن مواجهته حتى يهدي الحقُ الخلقَ إلى ما يعينهم على الدفاع عن أنفسهم به في مواجهته باللقاحات والأدوية والعقاقير وأمثالها  ليدرك ذاك الإنسان المغرور على ضعفه أن لهذا الكون ربًا يدبر أمره "...إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ".

الخميس، 20 فبراير 2020

المترجم البشري في مواجهة الترجمة الآلية

 سُئلتُ: برأيك ومن واقع التحديات المستقبلية التي تواجهها صنعة الترجمة وسط مخاوف وتخوفات شتى بين أهل الصنعة، هل ستحل الترجمة الآلية محل المترجم البشري يومًا ما؟

فأجبتُ: نعم، ستحل محل المترجم الذي يعتمد عليها اعتمادًا كليًا ويُسلم لها زمام ترجمته (المترجم الآلة)، أما المترجم المحترف الذي أعنيه في منشوراتي الذي يقدِّر هذه الصنعة حق قدرها ويملك ناصيتها بما لديه من مؤهلات ومهارات وأدوات وأدبيات وفنيات وجماليات، ويدرك تمام الإدراك أن الترجمة نتاج بشري بحت وثقافي محض ومعرفي وتخصصي دقيق فلن يُستعاض عنه بكل ما تصل إليه أحدث التقنيات يومًا ما مهما تطورت إلا بانقراض الجنس البشري نفسه.. قولاً واحدًا.


الخميس، 30 يناير 2020

فن الترجمة.. متعة وإمتاع

ولا يزال المترجم والترجمان بترجمتهما يرتقيان حتى تتحول الترجمة في نظر كلٍ منهما من مجرد عملية "فَهم وإفهام" إلى وسيلة "مُتعة وإمتاع"، وما وُصفت الترجمة بأنها فنٌ من الفنون إلا لتحقيق تلك الغاية.

 

الأحد، 26 يناير 2020

فقدان الشغف

وقد نفقد شغفنا اليوم بما كنا نرجوه بالأمس، فطال صبرنا لنواله، وفرغ وسعنا في الوصول إليه، ليس استسلامًا منا، ولكن كثيرًا من الأمنيات تفقد بريقها إن لم تأتِ في أوانها.

الخميس، 23 يناير 2020

الخميس، 9 يناير 2020

حين يكون تشكيل النص ضرورة لغوية لا رفاهية ثقافية

 يُوصي أهل الخبرة من مراجعي اللغة العربية دائمًا بعدم تشكيل ما لا يلزم تشكيله من الكلمات؛ حيث يشق على المُدقِّق اللغوي تصحيح الخطأ في التشكيل بخلاف الخطأ في الكلمات حيث يسهل اكتشافه ومن ثم استبدال كلمة بأخرى بخاصية البحث والاستبدال.

وما يلزم تشكيله من الكلمات هو ما يحتمل أكثر من وجه لأكثر من معنى، فيأتي التشكيل هنا ليُزيل عن تلك الكلمات الالتباس في فهم المعنى المُراد فضلاً عن ضبط النطق الصحيح باللغة العربية الفصيحة.

ومن هنا تبرز أهم فائدتين للتشكيل:

الأولى: إزالة الالتباس في فهم المعنى المقصود

والثانية: ضبط النطق الصحيح للكلمة

ومن أبرز الشواهد القرآنية في هذا الصدد، قوله تعالى:

1. "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ"

2. "قُلْ أَغَيْرَ اللَّـهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ"

3. "وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّـهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ۙ وَرَسُولُهُ"

فإذا ما صادفتك كلمات بالنص تحمل أكثر من وجه لأكثر من معنى، وما أكثرها في لغتنا الثرية، سواءً بحكم إعرابها وموقعها في الجملة أو بحكم تعدد معانيها المحتملة، فعليك بتشكيل ما يلزم لإزالة الالتباس، أما إذا استقام للقارئ المعنى المقصود بالكلمة دون التباس فلا داعي حينها للتشكيل.


الأربعاء، 1 يناير 2020

مهنية المترجم المحترف

 لا تقتصر المهارات التي يحسن بالمترجم المحترف الإلمام بها على المهارات اللغوية فحسب، بل إن هناك من المهارات الأخرى في سوق العمل الكثير والكثير مما لا يقل عنها أهمية عند المترجم الذي يقدِّر صنعة الترجمة ويمتهنها، فيعلو بها شأنه ويتميز بها بين أقرانه، ومن هذه المهارات التي يحسن بالمترجم المحترف الحرص عليها تلك المهارات المهنية التي يكتسبها على مدار سنوات خبرته، ومن هنا تأتي هذه السلسلة من المقالات أتناول فيها من واقع الخبرة العملية في صنعة الترجمة نصائح مهنية يسيرة تشير في عجالة إلى بعض الهنات وتقدم بعض التوصيات وتذكِّر ببعض الفنيات التي قد يغفل عنها كثيرٌ من المترجمين المبتدئين وقليلٌ من ذوي الخبرة في المجال؛ لتشمل هذه النصائح الكثير من الجوانب المهنية في صنعة الترجمة التي يحسن بالمترجم المحترف الإلمام بها.



من الأخطاء نتعلم

 مَنْ هاب الخطأ أخطأ دون أن يدري؛ فما نحن إلا بشر نصيب ونخطئ، ومن الأخطاء نتعلم، لكن العبرة بألا نكرّر الخطأ نفسه

لا تلتفت

 لا تلتفت أبدًا إلى ما مضى إلا لتتعلم اليوم من أخطاء الأمس ما يعينك على استشراف الغد