يقول المثل المصري الشهير "الجواب بيبان من عنوانه"، وهذا المثل ينطبق حرفيًا - أول ما ينطبق في عالم المهنية - على عنوان البريد الإلكتروني الذي يراسل به المترجم "المحترف" شركات الترجمة محليًا أو إقليميًا أو عالميًا.
السلوك غير المهني: استخدام عنوان بريد إلكتروني لا يفصح
عن الهوية المهنية
السلوك المهني: حُسن اختيار عنوان بريد إلكتروني احترافي
ينم عن مهنية المترجم
الموقف: اعتادت "س. ك" على مراسلة العديد من
الشركات للتعاون معها في مجال الترجمة والاستفادة من خبرتها التي يشهد بها العديد
من الأساتذة والزملاء على حدٍ سواء، هذا عن خبرتها اللغوية والترجمية، أما على
صعيد التعامل المهني، فقد تناست أن تختار لنفسها عنوانًا احترافيًا يدل على
مهنيتها ويعكس ما لديها من خبرة في صنعة الترجمة، وآثرت أن تراسل الشركات بعنوان
بريدها الإلكتروني نفسه الذي أنشأته سلفًا فور تخرجها في الجامعة؛ فلم تكن حينها
تهتم سوى بمراسلة زملائها وزميلاتها بالجامعة فضلاً عن تخصيصها هذا البريد
الإلكتروني للاشتراك في بعض المواقع الإخبارية والترفيهية والاجتماعية وتلقي
الاشعارات عليه فحسب، ولم تكن تهتم لما يبدو عليه ذاك العنوان حينها ما دام يؤدي
الغرض منه، فكان العنوان هكذا soso_kimo@yahoo.com ،ولم تنتبه (س) عند مراسلتها الشركات إلى أن عنوان بريدها الإلكتروني
لا يفصح للمُرسَل إليه عن اسمها الحقيقي ولا عن مهنتها التي تعمل بها فضلاً عن
تسميته باسم مستعار غالبًا ما يُطلق على سبيل التدليل، فلا يتضمن العنوان بذلك أيًا
مما ينم عن مهنية المُرسِل، ومن ثم كان التجاهل والاستبعاد مصير أي بريد إلكتروني
ترسله إلى تلك الشركات التي لها من الثِقَل في سوق صنعة الترجمة ما لها.
التوضيح: عنوان البريد الإلكتروني أول ما يطلع عليه
مسؤول التوظيف بأي شركة أو جهة أو مؤسسة، وهو أحيانًا البديل الإلكتروني الوحيد عن
المقابلة مع مسؤولي هذه الشركات أو الجهات أو المؤسسات وجهًا لوجه؛ ومن ثم يتعين
على المترجم المحترف أن يُحسن اختيار تسمية عنوان البريد الإلكتروني الذي يخصِّصه
للعمل، كأن يكون مثلاً: samia.kamal_translator@gmail.com، وكما نرى بوضوح أن هذا العنوان يفصح عن
الاسم الحقيقي لصاحبة البريد الإلكتروني (سامية كمال) ومهنتها تحديدًا التي تُراسل
الجهات المختلفة بشأنها (مترجمة)، مما يعطي انطباعًا أوليًا عن مهنية المُرسِل
وأنه حريص على التعامل المهني الاحترافي، فتلقى بذلك رسالة البريد الإلكتروني
استحسان المُرسَل إليه، مما يشجعه على الاهتمام بالاطلاع عليها بدل تجاهلها
ابتداءً.
وهذا ما تحرص عليه في المقابل شركات الترجمة الاحترافية؛
حيث توفر لموظفيها نطاقًا خاصًا يتضمن عنوان بريد إلكتروني داخلي يحمل الاسم
الحقيقي لكل موظفٍ بها متبوعًا باسم الشركة.
تنويه: جميع المواقف والأحرف والأسماء والعناوين
والتفاصيل المذكورة افتراضية من وحي خيال كاتب السطور ومستوحاة من خبرته المهنية في
مواقف واقعية مماثلة، وأي تشابه بين هذه التفاصيل والواقع فهو من قبيل الصدفة
البحتة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق