الخميس، 9 يناير 2020

حين يكون تشكيل النص ضرورة لغوية لا رفاهية ثقافية

 يُوصي أهل الخبرة من مراجعي اللغة العربية دائمًا بعدم تشكيل ما لا يلزم تشكيله من الكلمات؛ حيث يشق على المُدقِّق اللغوي تصحيح الخطأ في التشكيل بخلاف الخطأ في الكلمات حيث يسهل اكتشافه ومن ثم استبدال كلمة بأخرى بخاصية البحث والاستبدال.

وما يلزم تشكيله من الكلمات هو ما يحتمل أكثر من وجه لأكثر من معنى، فيأتي التشكيل هنا ليُزيل عن تلك الكلمات الالتباس في فهم المعنى المُراد فضلاً عن ضبط النطق الصحيح باللغة العربية الفصيحة.

ومن هنا تبرز أهم فائدتين للتشكيل:

الأولى: إزالة الالتباس في فهم المعنى المقصود

والثانية: ضبط النطق الصحيح للكلمة

ومن أبرز الشواهد القرآنية في هذا الصدد، قوله تعالى:

1. "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ"

2. "قُلْ أَغَيْرَ اللَّـهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ"

3. "وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّـهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ۙ وَرَسُولُهُ"

فإذا ما صادفتك كلمات بالنص تحمل أكثر من وجه لأكثر من معنى، وما أكثرها في لغتنا الثرية، سواءً بحكم إعرابها وموقعها في الجملة أو بحكم تعدد معانيها المحتملة، فعليك بتشكيل ما يلزم لإزالة الالتباس، أما إذا استقام للقارئ المعنى المقصود بالكلمة دون التباس فلا داعي حينها للتشكيل.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق