أسلفتُ فيما مضى من سطورٍ أن الله قد أودع بكل إنسان ما يميِّزه عن غيره؛ ومن ثمَّ فالكل مميَّز فيما يُحسن، وكلٌ ميسَّر لما خُلق له، وليس ثمة فرق بينك وبين أي شخص تراه متميّزًا سوى أنه اكتشف سر تميزه بداخله واستثمر فيه وقته وطاقته وجهده وسعيه وصحته وربما ماله أيضًا حتى صار فيه عَلمًا من الأعلام يُشار إليه بالبنان، وللتميز دوائر تتسع فتضم العامة وتضيق فتقتصر على الخاصة؛ فالبشر جميعهم في دائرة عامة، وكل فردٍ بالدائرة العامة تلك يتميَّز على عامة البشر في مجالٍ بعينه، لا يشاركه فيه إلا الخاصة من أقرانه، ولا تزال دائرة التميز هذه تضيق حتى تقتصر عليه وحده في مجالٍ دقيقٍ لا يُحسنه غيره ولا يشاركه فيه أحد؛ وتلك هي دائرة تميزك الخاصة أو بالأحرى دائرة تفردك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق