توقفتُ طويلًا عند مشاهد الحب العارم التي حظي بها هذا الطبيب، ذاك الحب الذي أظهره له كل مَنْ عرفوه وهم قليل مقارنة بمَنْ أحبوه دون حتى أن يعرفوه، حتى وجدتُ أن سر كل هذا الحب يمكن أن تلخصه كلمة واحدة: الـزهـد؛ فقد عاش هذا الطبيب يعالج البسطاء زاهدًا في المال والشهرة والمنصب، بل كان زاهدًا حتى في نظرة إعجاب من الناس، ما يبدو واضحًا على هيئته المتواضعة التي قد لا تليق بطبيب مثله، أحبه الناس – مَنْ عرفوه منهم ومَنْ لم يعرفوه – لأنه جسَّد الوصية النبوية "ازهد في الدُّنيا يحبُّكَ اللَّهُ وازهد فيما عندَ النَّاسِ يحبُّكَ النَّاسُ" خير تجسيد، وقمة الزهد في الدنيا وأهلها أن تعطي دون انتظار المقابل عملًا بقوله تعالى: "إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّـهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا"، وقد لا يكون العطاء ماديًا فحسب بل ومعنويًا أيضًا؛ فالكلمة الطيبة عطاء، والابتسامة الصافية عطاء، والنصيحة الخالصة عطاء، والمشاعر الصادقة عطاء.
رحم الله طبيب الغلابة!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق