تُعد القواميس والمعاجم والمسارد والمكانز من أهم الأدوات التي لا غنى عنها للمترجم، ومن هنا جاء اهتمام الكاتب الدكتور محمد البطل بوضع مؤلفه "مدخل إلى علم المعاجم" حتى يرشد القارئ عامة والمترجم خاصة إلى مفتاح أهم الأدوات التي تعينه على عمله في صفحات يسيرات ماتعة.
منهج الكتاب
يجيب الكاتب في كتابه عن أسئلة خمسة
محورية: ما المعجم؟ وكيف نشأ وتطور؟ وكيف يُصنع؟ وما أنواعه؟ وكيف نبحث فيه؟ لتأتي
الإجابات في صورة دراسة منهجية مقارنة بين المعاجم الغربية والمعاجم العربية
التراثية، وهي مقارنة يمثلها خطآن يتوازيان دون التقاء أحيانًا، ويتقاربان إلى حد
التماس آحيانًا أخرى، ويتقاطعان في غير موضع، ليستطرد الكاتب في سطور الكتاب حول
شرح هذه المنهجية.
استعراض لفصول الكتاب
يمهّد الكاتب حديثه في الفصل الأول من
الكتاب عن تعريف المعجم ونشأته وتطوره ليبدأ بالمعجم العربي ثم المعجم الغربي مستعرضًا
دور اللغويين البارزين من الشرق والغرب في هذا المضمار، ويشرح في الفصل الثاني المكونات
واللبنات اللغوية التي يتكون منها المعجم وطرق جمع المادة المعجمية ومعايرتها وحجم
المادة المعجمية في كلٍ من المعاجم العربية والمعاجم الغربية، قبل أن يشرح في
الفصل الثالث باستفاضة المادة المعجمية في المعاجم الغربية "معجم أكسفورد
الكبير نموذجًا" والمعاجم العربية التراثية "معجم لسان العرب نموذجًا"
والمعاجم العربية الحديثة "المعجم الكبير نموذجًا" من حيث الرسم
الإملائي والنطق والمقطع والنبر والأصل التاريخي للكلمة والبنية الصرفية والمعنى
والشواهد، وفي الفصل الرابع يأتي الحديث عن أنواع المعاجم ليقسمها إلى معاجم عامة
أحادية اللغة وثنائية اللغة، ومعاجم متخصصة كمعجم التهجي ومعجم اللهجات ومعجم
الأفعال العبارية والتعابير الاصطلاحية ومعجم المترادفات والمتضادات ومعجم الشواهد
ومعجم المصطلحات، ومعاجم أكاديمية فضلًا عن معاجم الوحدات الترجمية ومعاجم
بيبلوجرافية ومعاجم الأمثال مع الاستشهاد بأمثلة وعينات ونماذج من هذه المعاجم
المختلفة، وفي الفصل الخامس والأخير من الكتاب يتحدث عن مناهج البحث في المعاجم
العربية منها والغربية.
سطور من الكتاب
"يُعرف "معجم أكسفورد للغة الإنجليزية" (Oxford English Dictionary" (واختصاره OED) بـ"معجم أكسفورد الكبير"، وهو المعجم "النموذجي" الذي يُقاس عليه أي عمل معجمي آخر في أي لغة من لغات العالم. بدأ العمل في هذا المعجم في سنة 1842م، بعدما أدرك مؤسسو "الجمعية الفقهية اللغوية" في إنجلترا باعتبارهم صفوة علماء اللسانيات وقتها أن الوقت قد حان لوضع معجم جامع شامل، يعالج أوجه القصور، ويتممِّ أوجه النقص التي ظهرت في كل ما سبقه من معاجم. كان عملًا مضنيًا بكل معنى الكلمة، ولم يكتمل حتى سنة 1928م عندما ظهر في 15500 صفحة، بكل صفحة ثلاثة أعمدة، وبحجم حروف طباعة كانت تستلزم من البعض البحث فيه بعدسة مكبرة، وأُعيدت طباعة المعجم مع ملحق إضافي في سنة 1933م في ثلاثة عشر مجلدًا. وإلى يومنا هذا، تقوم هيئة التحرير المسؤولة عنه بمراجعته بشكل دوري منتظم، بعد أن تضيف إليه كل ما يستجد من كلمات ومتلازمات لفظية وتعابير اصطلاحية، وصدرت طبعته الثانية سنة 1989م في عشرين مجلدًا، كما صدرت له في سنتي 1993م و1997م ثلاثة مجلدات بإضافات جديدة، ومن المخطط أن تصدر طبعته الثالثة عام 2037."
بطاقة التعريف بالكتاب
الكتاب: مدخل إلى علم المعاجم
الكاتب: د./ محمد البطل
عدد الصفحات: 160
دار النشر: مكتبة لبنان ناشرون – الشركة المصرية العالمية للنشر
(لونجمان)
تاريخ النشر: 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق