نبذة عن الكتاب
كتاب موسوعي جمع فيه مؤلفه الدكتور/ خالد عبد العزيز عثمان بين النظرية والتطبيق؛ حيث عُرف عنه حديثه المتخصص في الترجمة إلى جانب إلمامه بتاريخها في التراث الإسلامي.. يُقدِّم للجزء الأول منه الباحث مجدي عبد العزيز صالح قائلًا: "مؤلفه فارس في ميدان الترجمة، وهذا لإلمامه بتاريخها في تراث المسلمين، ويمتعك بالجديد دومًا، ولقد قرأت الكتاب خمس مرات وما زلت أفيد منه في كل قراءة، فجزاه الله خيرًا وزاده الله علمًا ونفع به الإسلام والمسلمين"، ويقدِّم للجزء الثاني منه الأستاذ الدكتور أشرف منصور قائلًا: "إن موسوعة "فقه الترجمة" عمل بذل فيه المؤلف جهدًا وفيرًا مضنيًا لا يسعني إلا أن أشكره عليه شكرًا جزيلًا، وهي بلا شك إضافة ضخمة ورائعة للمكتبة العربية، وستظل مرجعًا من المراجع الرئيسة لكل مَنْ يريد أن ينهل من علم الترجمة، وأن يستفيد منه، والموسوعة ثرية جدًا بالمعلومات الوفيرة في مجال الترجمة، وهي دراسة ممتعة للغاية، أرجو من الله العلي القدير أن يثيب مؤلفها خير الجزاء".
منهج الكتاب
تأتي موسوعة "فقه الترجمة"
في جزأين" ويعد الجزء الأول منها بحثًا شاملًا مستفيضًا في الجانب النظري عن
الأصول الأولى للمدرسة العربية والإسلامية في الترجمة والتعريب وأهدافها وأهم
مبادئها وأركانها الأساسية بتتبع المراحل التاريخية المختلفة لحركات الترجمة
والتعريب منذ مجيء الإسلام وحتى اليوم مع إبراز المعالم الأساسية التي ميَّزت كل
مرحلة وظروف نشأتها وتطورها وعوامل ازدهارها ونهضتها مسلطًا الضوء على دور
المسلمين العرب في تلك النهضة الترجمية ثم أسباب تراجعها وضعفها معقبًا بالنتائج
المترتبة على كل هذا، بينما يُعد الجزء الثاني دراسة علمية حديثة مستفيضة في
الجانب التطبيقي من الترجمة تتناول تأصيل قواعد الترجمة وثوابتها بوصفهًا علمًا
أكاديميًا مستقلًا مع شرح تعليمي ومنهجي لأنواع النقل وطرائق الاتصال بين اللغات،
والهدف من هذ الجزء حث القارئ والباحث والمترجم العربي من باب أولى على أن يثور
على التخلف الذي قبع على صدور الأمة العربية في هذا العلم بمثل هذه الدراسات.
استعراض لأجزاء الكتاب وفصوله
يأتي الجزء الأول من الكتاب بعنوان
"تاريخ التعريب والترجمة في المدرسة العربية الإسلامية" الذي صدرت طبعته
الأولى في عام 2014 ليسد به المؤلف فراغًا متراكمًا عبر السنين لموضوع التعريب
والترجمة في المكتبة العربية والإسلامية يبدأ في مقدمته بتعريف الترجمة وأنواعها
ثم يلقي الضوء على تاريخ اللغة والثراء اللغوي في مصر الفرعونية وكيف مارس المجتمع
المصري الثنائية اللغوية في حقبة الحضارة اليونانية القديمة قبل أن تطفئ الهجمة
الرومانية على مصر شعلتها حتى مجيء الإسلام وقيام الحضارة العربية الإسلامية، ومن
تلك المقدمة السريعة ينتقل بنا المؤلف إلى موضوع بحثه باستفاضة في ستة أبواب
رئيسية تتضمن خمسة عشر فصلًا، ليحدثنا في الباب الأول عن نشأة التعريب والترجمة في
الحضارة العربية الإسلامية وبدايات أنشطة الترجمة إلى العربية في عصر الدولة
الأموية، وفي البابين الثاني والثالث يذكرنا بالعصر الذهبي للترجمة ونهضة التعريب
والترجمة في العصر العباسي والتأسيس الحقيقي للمدرسة العربية الإسلامية لعلم
الترجمة والنتائج المترتبة على هذا الازدهار وتلك النهضة، ويسهب في الباب الرابع
بتفصيل أثر العوامل الداخلية والخارجية في عدم اكتمال النهضة العربية والإسلامية
ودور الاستشراق الغربي في إعاقة تلك النهضة، ويحاول في الباب الخامس تعقب الحركة
الثانية للنهضة العربية الإسلامية في التعريب والترجمة في العصر الحديث في مصر بعد
قرون عجاف من الخمول والكسل والتراجع الحضاري، ثم يخصص الباب السادس والأخير لشرح
الحاضر المهين على حد وصفه للترجمة والمترجمين في التاريخ العربي المعاصر من حيث
أسبابه ونتائجه.
أما الجزء الثاني فيأتي بعنوان
"علم أصول الترجمة" الذي صدرت طبعته الأولى في عام 2019 ويتناول فيه
المؤلف العديد من جوانب علم الترجمة المتشعب ويبحث فيه بطريقة علمية منهجية
تفصيلات علم الترجمة ودقائقه وأصوله الحديثة الثابتة وتطبيقاته وفروعه المتعددة، ومعبرًا
فيه عن رأيه بصراحة في الأعمال التي ترجمها المترجمون العرب عبر العصور الماضية عن
اللغات الإنجليزية والفرنسية وغيرهما من واقع دراسته لأساليب الترجمة وعلومها
السليمة، وحين يعرض لنظريات الترجمة لا يكتفي بها بل يتناول تطبيقاتها بوصفهًا
علمًا مستقلًا بذاته عن علوم اللغويات واللسانيات والأدب، ويقدم في هذا السياق
بحوثًا دقيقة في معلوماتها حديثة في مناهجها حتى يستفيد منها الباحثون والمتخصصون
المهتمون بشؤون التعريب والترجمة واللغات بوجهٍ عام، ولم يقف عند هذا الحد بل يقدم
لنا إلمامة بموضوعات علوم اللغة العربية وقواعدها النحوية والصرفية والبلاغية وعلم
الاتصالات والإشارات والتوصيل وعلم النفس اللغوي، كما يعالج حالات التقصير الواضحة
في الدراسات والبحوث النظرية في علم الترجمة وفروعه وكذلك في معظم البحوث العربية
التطبيقية ويعيب على المسلمين إهمالهم للترجمة العكسية ويقصد بها الترجمة من
العربية إلى اللغات الأجنبية الأخرى وترك هذا المجال لمدارس الاستشراق الغربي،
ويوجه النقد اللاذع للفردية الذاتية في الترجمة وأسواق النشر ويرفض انتحال الأفكار
في هذا المضمار.
يتألف الجزء الثاني من ثلاثة أبواب،
وفي كل باب منها عدد من الفصول والمباحث، يفرد فيه الباب الأول الحديث عن قواعد علم
أصول الترجمة وثوابته وضبط موضوعات الترجمة وتحديد مصطلحاتها وأنواع الترجمة
الشفهية والتحريرية وفروعهما وعلاقة اللغات فيما بينها وبين النصوص في الترجمة
التحريرية، ثم يوضح في الباب الثاني دور المترجم التحريري وطرائق الترجمة ومناهجها
ويفصِّل الحديث عن مراحل التأهيل العلمي للمترجم التحريري ومراحل عمل المترجم
التحريري وتعدد طرائق الترجمة التحريرية ومناهجها، وفي الباب الثالث يصف عملية
النقل وإعادة الصياغة في تطبيقات الترجمة التحريرية موضحًا خصائص الألفاظ والمعاني
في لغات الترجمة التحريرية وترجمتها ودور المكافئ ودور الأساليب والتقنيات في لغات
الترجمة التحريرية.
سطور من الكتاب
"للمترجم أهداف وغايات من كل نص
يترجمه كما أن للكاتب الأصلي أيضًا أهدافه وغاياته، ومن المفترض أن تتفق أهداف
المترجم مع أهداف الكاتب الأصلي وإلا لتحدثنا عن خيانة وتشويه؛ فوظيفة المترجم
ودوره يلعبان دورًا أساسيًا في إيصال مرادات النص الأصلي ومعانيه إلى القارئ
المُستهدف من الترجمة كما أرادها الكاتب الأصلي إلى قرائه؛ فالمترجم هو المسؤول
الأول والأخير عن الترجمة، وهو الذي يقرأ ليفهم أولًا، ثم يعيد صياغة ما فهم بلغة
أخرى ليُفهم بها بلا رأي أو نقد أو تغيير في الأصل"
بطاقة التعريف بالكتاب
الكتاب: موسوعة فقه الترجمة
الكاتب: د./ خالد عبد العزيز عثمان
عدد الصفحات: 915 صفحة
دار النشر: مكتبة الآداب