الترجمة جسر تعبر منه الثقافات والحضارات والمعارف بين الشعوب تطبيقًا لا تنظيرًا، ولولا وجود الترجمة منذ فجر التاريخ لأصبح العالم قرى منعزلة لا تجمع بينها لغة تفاهم واحدة مشتركة، وما المترجم إلا حلقة الوصل في هذا الجسر، وعليه أن يتحرى المهنية والأمانة والدقة في نقل تلك المعارف دون أن يصدر عليها أحكامه أو يقحم فيها معتقداته وأفكاره الخاصة.
المدونة الرسمية للمترجم حسن بخيت حسن (مدونة شخصية تُعنى بالخواطر العامة والمقالات الثقافية والنصائح المهنية في صنعة الترجمة)
الخميس، 16 يوليو 2020
جسر الترجمة
الثلاثاء، 14 يوليو 2020
His husband & Her wife!
لعلك طالعت في الآونة الأخيرة مقالة عن الشذوذ الجنسي أو المثلية الجنسية بالتزامن مع تغيير كثير من الشركات العالمية لشعارها إلى شعار "الرينبو"، ولعلك صادفتَ تراكيب لغوية غريبة على مسامعك مثل "his husband" و"her wife"، وقد لا تكون هناك إشكالية في ترجمة "homosexuality" إلى "الشذوذ الجنسي" أو "المثلية الجنسية" غير أن الإشكالية قد تظهر عندما تجد في النص مثل هذه الإشارة إلى أحد طرفي هذه العلاقة مع ضمير الملكية، وبما أنهم يسمون العلاقة بالمثلية الجنسية؛ أي علاقة المثل بالمثل من الجنسين، الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة، وما دامت هذه العلاقة علاقة مستحدثة على الفطرة والطبيعة الإنسانية ومغايرة لهما، وجب البحث عن مكافئ لغوي بديل عن المصطلحات التي تطلق على العلاقة الطبيعية السوية بين الجنسين كالزوج والزوجة والخليل والرفيق وغير ذلك، لذا قد تكون هناك ضرورة لاشتقاق كلمة جديدة مناسبة لهذا النوع من العلاقات غير مألوفة كما أن هذه العلاقة نفسها غير مألوفة، وقد يكون المصطلح المكافئ المناسب في اللغة العربية في هذه الحالة هو "المثيل" و"المثيلة"؛ ولذا أقترح الترجمة التالية لهذا التركيب:
his husband = مثيله الجنسي
her wife = مثيلتها الجنسية
الأربعاء، 8 يوليو 2020
الزهرة الفاتنة
ما أروع قول الحق وهو يتعامل مع النفس البشرية من منطلق "أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ" حين يقول: "وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ"؛ فالخالق يبين أن النظرة هي بريد الإعجاب التي عبَّر عنها بـ "مد العين" أي إطلاق البصر، وفي الوقت نفسه لا ينفي الحق أن الزوجات الجميلات هن زهرة الحياة الدنيا، غير أن تلك الزهرة الجميلة التي تمتع نظر الناظر إليها نعمة وفتنة في الوقت نفسه كغيرها من النعم التي يبتلي بها الله عباده، ثم يُعقِّب: "وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ".