الأربعاء، 30 سبتمبر 2020

قصيدة: أنتِ القدرُ

إنْ غابَ عن ليلي الضياءُ، فأنتِ القمر

وإنْ ظمأتُ في حر النهارِ، فأنتِ النـهر

وإنْ توارتْ عني الظلالُ، فأنتِ الشـجر

وإنْ غابَ عن رحلي الزادُ، فأنتِ الثـمر

*****************

وإنْ فارقَ داري الصحاب، فأنتِ السَمر

وإنْ أرَّق مضجعي السُهاد، فأنتِ السَحر

وإنْ تُهتُ بين الضواحي، فأنتِ الحَـضَـر

وإنْ ضاقتْ براحلتي البلاد فأنتِ السَـفــر

*****************

وإنْ غابَ عن لحني النشيد، فأنتِ الوَتَــر

وإنْ زاغ عن مُقلتيكِ النظرُ، فأنتِ البصـر

وإنْ شُغلتُ بالأصـداف عنكِ، فأنتِ الـدُرر

وإنْ أفنيتُ بين يديكِ العمرَ، فأنتِ الـقَـــدَر


شعر: حسن بخيت حسن

30 سبتمبر 2020

اليوم العالمي للترجمة

الاثنين، 28 سبتمبر 2020

سطور في التعدد

للتعدد أسباب عدة وتتراوح أحكامه بين الإباحة والحرمة مثله مثل الزواج بواحدة؛ فالضرورة تقدَّر بقدرها وفق كل حالة بعينها وليس من الحكمة التعميم سواء بالقبول المطلق أو الرفض التام... وبغض النظر عن الحكم الشرعي المعلوم للجميع، فمسألة التعدد من المسائل الخلافية الشائكة بين الرجل والمرأة ليس من الناحية الشرعية فحسب، بل من الناحية النفسية والاجتماعية والقانونية أحيانًا مما يضيق لتفصيله المقام، وفي وسائل الإعلام إما أن تكون المسألة من المسائل الاجتماعية المسكوت عنها أو المنبوذة جملة وتفصيلًا - في الوقت الذي باتت تروِّج فيه كثير من الأعمال الدرامية لنمط الحياة الغربي الذي يختلف في كثير من تفاصيله عن نمط المجتمع الشرقي! - أو تكون المسألة برمتها مثارًا للسخرية والتندر إما في أعمال درامية هزلية تميل إلى الفانتازيا لتأصيل فكرة أن التعدد – المباح شرعًا – محض خيانة زوجية أو لا يعدو كونه محاباة للرجل ونزواته أو في وسائل التواصل الاجتماعي حيث تتوه القضية برمتها وسط ضجيج من السخرية والتفكه لمآرب شتى، وقلما تُناقش المسألة مناقشة موضوعية من حين لآخر هنا وهناك على استحياء تام، ومن ثمَّ – واستجابة لتأثير تلك الآلة الإعلامية التي تسير معظمها في اتجاه واحد - تبنت كثير من المجتمعات الشرقية العربية الإسلامية تلك الرؤى والأحكام المسبقة ربما عمدًا أو جهلًا.

ونظرًا لاختلاف طبيعة كل من الرجل والمرأة عن الآخر، ينظر كلا الطرفين إلى التعدد من منظوره الخاص وقلما ينظر كل طرف من المنصفين والمنصفات إلى المعادلة من طرفيها معًا، فمن جانب الرجل تميل فطرته في الأصل إلى التعدد وإلا لما أجازه له الشارع الحكيم دون أن يوجبه أو يفرضه عليه بل حددَّه وقد كان قبل الإسلام مطلقًا، بينما تميل فطرة المرأة إلى أن تكون الزوجة الوحيدة في حياة زوجها وتأبى طبيعتها أن تشاركها فيه امرأة أخرى، إلى أن يضطر كلا الطرفين أو أحدهما للقبول به عند توفر ضوابطه والاطمئنان إلى مشروعيته وعدالته، مع مراعاة الميل القلبي الذي أشار إليه النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) والتمس من الله فيه العذر لغلبة محبته للصدِّيقة ابنة الصدِّيق (رضي الله عنها وعن أبيها)؛ فالرجل يعدل بين أبنائه ومع ذلك قد يميل قلبه إلى أحدهم أكثر دون أن يحيد به ذاك الميل عن العدل بينهم فيما يملك، وهذا الميل القلبي هو المُشار إليه في قوله: "وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ۚ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّـهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا"، ومما قد تغفل عنه المرأة –  لا لقصورٍ في إدراكها أو جهلًا أو إنكارًا منها للحكم الشرعي وإنما لغلبة الغيرة على طبعها وإن بررت موقفها بخلاف ذلك – وما يدركه الرجال جيدًا أن الرجل نفسه قد لا يكون راغبًا في التعدد ابتداءً لما يفرضه عليه من أعباء نفسية واجتماعية ومادية إضافية استنادًا إلى معطيات الواقع إلا أن يكون مضطرًا للإقدام عليه مع توفر أسبابه المُسوغة له والالتزام بضوابطه التي تضمن استقراره (أي أن الأمر ليس دائمًا محض رفاهية للرجل أو إشباعًا لرغبات مؤقتة كما قد تظن المرأة أو كما يُراد لها أن تظن).

فالخالق حين أباح التعدد ما أباحه محاباة للرجل على حساب المرأة، فكلاهما صنعته، والصانع أعلم من غيره بما يصلح حال صنعته: "أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ" ولا يحابي الحقُ أحد الجنسين على الآخر وهو الذي خلق الزوجين الذكر والأنثى، وأينما تكون المصلحة فثمَّ شرع الله ما دام قد انتفى منها الضرر والضرار، ومن هنا كانت الإباحة – وسطًا بين الوجوب والتحريم - مراعاة لمصلحة الطرفين ووفقًا لكل حالة على حدة دون تعميم وحسب متطلبات كل طرف واحتياجاته التي تختلف من حالة إلى أخرى، ولكلٍ أسبابه ما دامت مقبولة مشروعة.



الأحد، 20 سبتمبر 2020

لا أعذار

• نحن لا نريد الأشياء وحسب، بل إننا نعرف ما يجب علينا فعله للحصول عليه أيضًا، وكلنا يعقد العزم على القيام بهذه الأشياء، أحيانًا، ولكننا قبل أن نبدأ، نقرر أن نأخذ إجازة صغيرة، نمضيها في مكان خيالي رائع أطلق عليه "جزيرة يومًا ما".. يقول أحدنا: "يومًا ما سأقرأ ذلك الكتاب، ويومًا ما سأقوم بكل تلك الأشياء التي أعلم أن عليَّ آداؤها من أجل تحقيق جميع أهدافي يومًا ما".. والقاعدة الأولى للنجاح بسيطة وهي "ارحل عن هذه الجزيرة!"

• الانضباط الذاتي هو القدرة على فعل ما يجب عليك فعله، حينما يجب عليك فعله، سواءً أكنت راغبًا فيه أم راغبًا عنه.

• إن قدرتك على التفكير والتخطيط والعمل الجاد على المدى القصير وتدريب نفسك على القيام بما هو صحيح وضروري، قبل القيام بما هو ممتع وسهل، هو المفتاح لخلق مستقبل رائع لنفسك.

• إن القاسم المشترك للنجاح هو أن الناجحين قد اعتادوا القيام بالأمور التي لا يحب الفاشلون القيام بها، وقد تبين أن الأمور التي لا يحب الناجحون القيام بها هي الأمور ذاتها التي لا يحب الفاشلون القيام بها كذلك، ولكن الناجحين يقومون بها على أية حال لأنهم يعلمون أن هذا هو الثمن الذي لا بد لهم دفعه إذا أرادوا الاستمتاع بنجاح ومكافآت أعظم قدرًا في المستقبل.

• يهتم الناجحون السعداء بقدر أكبر بالعواقب الإيجابية طويلة المدى لتصرفاتهم، بينما الفاشلون أكثر اهتمامًا بنيل الاستمتاع الشخصي والرضا العاجل.

• إن عادة اتخاذ أسهل السبل، والقيام بما هو مسلٍ وممتعٍ، تزداد قوة بمرور الوقت وتؤدي حتمًا إلى الضغف الشخصي والإخفاق والفشل، ومن حسن الحظ، أنه يمكنك تطوير عادة الانضباط الذاتي، عندما يصبح الانضباط الذاتي راسخًا في تصرفاتك، سوف يراودك شعور بالضيق حينما تتصرف بأسلوب لا يتسم بالانضباط الذاتي.




الجمعة، 11 سبتمبر 2020

بين خطيئة إبليس وخطيئة آدم

حين أخطأ إبليس تكبر وبرَّر خطأه بخطيئة وتمادى فيها "قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ" حتى لعنه الله "قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَدْحُورًا لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ" أما آدم فحين أخطأ اعترف بذنبه "قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ" فتاب وأناب حتى أقال الله عثرته وقَبِل توبته وغفر له "فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" فالتكبر على الخلق خطيئة والرجوع إلى الحق فضيلة.

الخميس، 10 سبتمبر 2020

إدارة الأولويات.. الأهم أولاً

• إن إدارة الوقت التقليدية تهتم بالزمن الخارجي، وهذا الزمن تراكمي يحسب بالثواني والدقائق والساعات وهو غير ذي قيمة، فالدقيقة هنا لا تساوى أكثر من 60 ثانية، والساعة _ من هذا المنظور _ تتحكم في حياتنا. مع أن هذا الزمن الخارجي أو التتابعي لا يعكس الخبرات التي عرفتها الثقافات والحضارات الإنسانية. هنا يُعد الوقت خبرة حياتية ذات معنى. فالوقت شيء نعيشه كمورد إنساني ونجنى من لحظاته فوائد معينة، فعندما نسأل: "هل قضيت وقتاً طيباً؟" فنحن لا نسأل عن الوقت المتتابع، بل نسأل عن قيمته، ولا نسأل عن الوقت الخارجي، بل نسأل عن الإحساس به. فالزمن الداخلي هو الزمن الخارجي بالإضافة إلى قيمته.

• إن الإلحاح ليس مشكلة في ذاته، لكن عندما يسيطر الإلحاح فإنه يدوس الأولويات في طريقه، وهكذا يصبح العمل الملح هو العمل الوحيد، وندخل في دوامة من النشاطات المتتابعة أو في حلقة مفرغة، فلا نتوقف لحظة لنسأل عما إذا كان ما نفعله هو فعلا ما يجب فعله.

• من مفاتيح التعامل مع المهم _ إنجاز الأولويات أولاً _ أن نرتب حياتنا حول الأولويات. ويتكون نظام المربع الثاني من 6 خطوات أساسية تحتاج إلى استثمار 30 دقيقة كل أسبوع تساعدنا على أن نحيا حياة فعالة وأن نترك ذكريات طيبة، منطلقين من الحاجات ومرتكزين على المبادئ والهبات الإلهية والفطرة الإنسانية، ويبدأ هذا النظام بقائمة عمل أسبوعية، فالتخطيط اليومي يقدم رؤية محدودة ويسلط أنظارنا على الملح. أما التخطيط الأسبوعي فيوفر مجال أوسع ويجعلنا أقدر على تقييم النشاطات اليومية وتحديد مدى انسجامها مع نظرتنا الكلية.

• بالنسبة لكل دور من أدوارك، اسأل نفسك: ما أهم شيء يمكنني عمله هذا الأسبوع لتحقيق أفضل النتائج؟ ثم حكم عقلك وقلبك. أي ركز على البوصلة بدلاً من الساعة، وركز على المهم وليس على الملح. بالنسبة لدورك في تنمية نفسك يمكن أن تقرر حضور دورة تدريبية في تسريع القراءة أو تعلم لغة أجنبية، وبالنسبة لدورك كأب قد تقرر زيارة المدرسة والاطمئنان على مستوى أولادك، وبالنسبة لدورك كمدير يمكنك زيارة عميل أو تدريب أحد موظفيك. ودائماً يمكنك اختيار أكثر من هدف لكل دور. ويمكن أحيانا تحديد هدفين لدور معين وعدم تحديد أهداف لبعض الأدوار، وفي كل الأحوال استرشد بالبوصلة في داخلك وليس بالساعة في معصمك.

• عندما تسأل: ماذا أريد؟ ولماذا أريد ذلك؟ وكيف أحقق ما أريد؟ فإن السؤال الأول يبقينا على الطريق الصحيح وهو طريق الإنجاز والمشاركة، أما السؤال الثاني فيعرفنا على الدافع النبيل الكامن وراء إرادتنا، أما السؤال الثالث فيحدد لنا المسار ويجعلنا نستخدم البوصلة الموجهة بالمبادئ. ولأن تحقيق الأهداف يقتضي أن نتعامل مع الآخرين، فإن البوصلة الداخلية (الضمير) تجعلنا نبحث عن علاقات بناءة مع الجميع وأن نتعامل برغبة حقيقية في توفير حياة ذات قيمة للجميع.

• مع الرسالة والأدوار والأهداف في ذهنك، يمكنك البدء بتخطيط أسبوع العمل. وبدلاً من وضع أولويات لجدول الأعمال، جدول الأولويات فقط. ومن الأولى أن تجدول أولويات الأسبوع بأكمله بحيث توفق بين ما هو ملح وما هو مهم من ناحية، وبين الأنشطة والمهام والأهداف من ناحية أخرى.. أما التخطيط يوم بيوم يضطرك للاهتمام بالملح وعدم الاهتمام بالمهم. 

كيف تملأ الجرة؟

- دخل المدرب قاعة التدريب، ووضع الجرة في وسط القاعة، وقال للمتدربين: سنتدرب الآن على وضع خطة أسبوعية للعمل. فهذه الجرة تمثل أسبوعاً كاملاً وسنحاول ملأها بطريقة منطقية وعملية... أخرج المدرب كيساً كبيراً مليئاً بقطع الصخور المتباينة الأحجام والأشكال، وأخذ يلقى بالقطع داخل الجرة حتى بدأت تتساقط على الأجناب، حاول المدرب زحزحة الصخور في الداخل فهز الجرة بشدة، ولكنه لم يستطع إدخال المزيد... وهنا سأل المتدربين: هل امتلأت الجرة؟ فأجابوا بصوت واحد: نعم... هز المدرب رأسه نافياً، وقال: ليس بعد... ثم أخرج كيساً متوسطاً مليئاً بالحصى، وبدأ يلقى بقطع الحصى الصغيرة داخل الجرة فتستقر في الفراغات بين قطع الصخور الكبيرة، وعندما فاضت الجرة بالحصى، سأل: هل امتلأت الجرة؟ فرد المتدربون بصوت واحد: لا... ابتسم المدرب، وأخرج كيساً صغيراً مليئاً بالرمل الناعم، وبدأ يسكب الرمل في الجرة، فتتسلل حبات الرمل الناعمة بين الحصى وقطع الصخور لتملأ كل الفراغات المتبقية، وعندما فاضت الجرة بالرمل، سأل المدرب المتدربين: هل امتلأت الجرة؟ فرد الجميع: نعم.

ابتسم المدرب مرة أخرى، وقال: قطع الصخور الكبيرة هي الأولويات.. وقطع الحصى المتوسطة هي الأعمال الملحة.. وحبات الرمل هي الأعمال الصغيرة التي تهم الآخرين.




السبت، 5 سبتمبر 2020

فن تنظيم كل شيء

• النظام يعنى أن يكون هناك سبب منطقى لقيامك بالأمر وأن تقوم به فى الوقت الأمثل وبأسهل طريقة

• لا سبيل للنجاح إذا ما كان الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه غير واضح.

• هناك نسبة من الفوضى يمكن اعتبارها أمراً طبيعيًا وعاديًا بل ومرغوبًا فيه أيضًا، والحياة مليئة دائماً بالأعمال التي لم تؤد بأكملها والمشاريع التي لا تزال قيد التنفيذ والمهام التي على وشك الإنجاز؛ لذا، ينبغي علينا تقبل حقيقة عدم القدرة على بلوغ المثالية أو الكمال في حياتنا اليومية، ويجب أن نعتبر إنجاز بعض المهام – وليس جميعها – أمرًا كافيًا.

سطور من كتاب "فن تنظيم كل شيء" - روزالى ماجيو