ولا يزال المترجم والترجمان بترجمتهما يرتقيان حتى تتحول الترجمة في نظر كلٍ منهما من مجرد عملية "فَهم وإفهام" إلى وسيلة "مُتعة وإمتاع"، وما وُصفت الترجمة بأنها فنٌ من الفنون إلا لتحقيق تلك الغاية.
المدونة الرسمية للمترجم حسن بخيت حسن (مدونة شخصية تُعنى بالخواطر العامة والمقالات الثقافية والنصائح المهنية في صنعة الترجمة)
ولا يزال المترجم والترجمان بترجمتهما يرتقيان حتى تتحول الترجمة في نظر كلٍ منهما من مجرد عملية "فَهم وإفهام" إلى وسيلة "مُتعة وإمتاع"، وما وُصفت الترجمة بأنها فنٌ من الفنون إلا لتحقيق تلك الغاية.
وقد نفقد شغفنا اليوم بما كنا نرجوه بالأمس، فطال صبرنا لنواله، وفرغ وسعنا في الوصول إليه، ليس استسلامًا منا، ولكن كثيرًا من الأمنيات تفقد بريقها إن لم تأتِ في أوانها.
الترجمة تدفع المترجم إلى القراءة والاطلاع في مجالات قد لا تُتاح أمامه الفرصة ليطلع عليها بدونها
يُوصي أهل الخبرة من مراجعي اللغة العربية دائمًا بعدم تشكيل ما لا يلزم تشكيله من الكلمات؛ حيث يشق على المُدقِّق اللغوي تصحيح الخطأ في التشكيل بخلاف الخطأ في الكلمات حيث يسهل اكتشافه ومن ثم استبدال كلمة بأخرى بخاصية البحث والاستبدال.
وما يلزم تشكيله من الكلمات هو ما يحتمل أكثر من وجه لأكثر من معنى، فيأتي التشكيل هنا ليُزيل عن تلك الكلمات الالتباس في فهم المعنى المُراد فضلاً عن ضبط النطق الصحيح باللغة العربية الفصيحة.
ومن هنا تبرز أهم فائدتين للتشكيل:
الأولى: إزالة الالتباس في فهم المعنى المقصود
والثانية: ضبط النطق الصحيح للكلمة
ومن أبرز الشواهد القرآنية في هذا الصدد، قوله تعالى:
1. "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ"
2. "قُلْ أَغَيْرَ اللَّـهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ"
3. "وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّـهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ۙ وَرَسُولُهُ"
فإذا ما صادفتك كلمات بالنص تحمل أكثر من وجه لأكثر من معنى، وما أكثرها في لغتنا الثرية، سواءً بحكم إعرابها وموقعها في الجملة أو بحكم تعدد معانيها المحتملة، فعليك بتشكيل ما يلزم لإزالة الالتباس، أما إذا استقام للقارئ المعنى المقصود بالكلمة دون التباس فلا داعي حينها للتشكيل.
لا تقتصر المهارات التي يحسن بالمترجم المحترف الإلمام بها على المهارات اللغوية فحسب، بل إن هناك من المهارات الأخرى في سوق العمل الكثير والكثير مما لا يقل عنها أهمية عند المترجم الذي يقدِّر صنعة الترجمة ويمتهنها، فيعلو بها شأنه ويتميز بها بين أقرانه، ومن هذه المهارات التي يحسن بالمترجم المحترف الحرص عليها تلك المهارات المهنية التي يكتسبها على مدار سنوات خبرته، ومن هنا تأتي هذه السلسلة من المقالات أتناول فيها من واقع الخبرة العملية في صنعة الترجمة نصائح مهنية يسيرة تشير في عجالة إلى بعض الهنات وتقدم بعض التوصيات وتذكِّر ببعض الفنيات التي قد يغفل عنها كثيرٌ من المترجمين المبتدئين وقليلٌ من ذوي الخبرة في المجال؛ لتشمل هذه النصائح الكثير من الجوانب المهنية في صنعة الترجمة التي يحسن بالمترجم المحترف الإلمام بها.
مَنْ هاب الخطأ أخطأ دون أن يدري؛ فما نحن إلا بشر نصيب ونخطئ، ومن الأخطاء نتعلم، لكن العبرة بألا نكرّر الخطأ نفسه