الأحد، 6 يناير 2019

في العطاء

إن علاقة الفرد بالمجتمع علاقة تبادلية؛ يتأثر فيها الفرد - شاء أم أبى - بالبيئة المحيطة به، فإن اعتاد على الخير والعطاء ولم يلقَ في المقابل إلا الشر والجحود؛ فسيأتي عليه الوقت الذي ينأى فيه بخيره عن غيره، وهذا حقه، إلا إذا بلغ في صلته مع ربه درجة لا ينالها كل العباد ولا يستطيعها كل البشر؛ فإذا كان موصولاً بالله الذي لا يمنع فضله ولا يكف عطاءه؛ فيفعل الخير ابتغاء وجه الله لا ثناء الناس، ويعطي من فضل الله ابتغاء ثواب الله لا جزاء الناس، وأهون أنواع العطاء وأقلها منزلة هو العطاء المادي، أما أعظم أنواعه وأعلاها فهو عطاء الوقت والجهد والعلم؛ فالوقت هو الحياة ومَنْ أعطاك من وقته فقد أعطاك من عمره، ومَنْ أعطاك من جهده فقد أعطاك من صحته؛ ومَنْ أعطاك من علمه فقد أعطاك من خبرته. "نِعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفراغُ".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق