الاثنين، 9 سبتمبر 2024

حول العالم في 200 يوم

 نبذة عن الكتاب

أينما كنت، يستطيع هذا الكتاب الذي سطر صفحاته الكاتب الأنيس أنيس منصور برشاقة أن ينقلك من مكانك في رحلة تجول فيها حول أجزاء متفرقة من العالم فترى ما يرى وتسمع ما يسمع وتشهد ما يشهد وتجد ما يجد من ألم أو لذة من سخط أو رضى وتسافر معه فتقيم حيث يقيم مع أنك لا تبرح مكانك وكأنك رفيق سفره، وقد استوحى الكاتب اسم كتابه من رواية الأديب الفرنسي جول فيرن "حول الأرض في 80 يومًا".. وجدير بالذكر أن الكتاب لا يحتوي على كل ما كتب من هذا اللون؛ وما هذا الكتاب إلا باكورة سلسلة من أدب الرحلات تلتها العديد من المؤلفات: "أعجب الرحلات في التاريخ" و"اليمن ذلك المجهول" و"أطيب تحياتي من موسكو" و"بلاد الله خلق الله" و"غريب في بلاد غريبة" والحقيقة أن مقالات الكاتب ليست إلا سلسلة من الرحلات المتواصلة؛ سواء أكانت في آفاق الأرض المحدودة أم كانت في العوالم الفكرية التي لا تحدها حدود.

نبذة عن الكاتب (بقلم عميد الأدب العربي د./ طه حسين والأديب الكاتب/ محمود تيمور)     

"صاحب الكتاب حلو الروح خفيف الظل بعيد أشد البعد عن التكلف والتزيد.. لا يتكلف الفصحى ولا يتعمد العامية، وإنما كتابه مزيج معتدل منسجم من اللهجتين.. ومن المحقق أن الذين سبقوه من أصحاب الرحلات لم يزورا الأرض كلها ولم يصفوها، وإنما اكتفوا بما زاروا من بعض الأقطار، ولكن الأستاذ الكاتب، مع أنه لم يزر العالم كله واكتفى بزيارة الأجزاء البعيدة منه في الشرق الأقصى وفي أمريكا، يستطيع أن يصدق بيت أبي العلاء:

وإني وإن كنت الأخير زمانه................... لآت بما لم تستطعه الأوائل

وليس من شك في أنه أتى في رحلته هذه بما لم يسبقه إليه أحد من معاصريه، وأنا أكره له أن يصدق عليه بيت المتنبي:

ولم أرَ في عيوب الناس عيبًا...................  كنقص القادرين على الكمال

وفيه والحمد لله قدرة على الأسفار واحتمال للمشقات وقد منحه الله من الشباب والقوة وحسن الصبر والاحتمال ما يمكنه من ذلك إن أراد" (د./ طه حسين في أغسطس 1966)

"إن أنيس منصور من "قوارض" الكتب والمجلات والنشرات، وكل ما خطه قلم على ورق، يقرأ لك المائتين من الصحائف، ويحسن هضم ما قرأ، ثم يعرض عليك خلاصاتها في سياق رائع.. وهو مرهف الذوق في الاختيار والعرض، لا ينتقي لك إلا ما يشغل ذهنك، ويملأ سمعك، من موضوعات الساعة وقضايا العصر؛ فإذا عرض لك الماضي ربط بينه وبين الحاضر، ونفى عنه جفافه ووحشته، وأدنى إليك قطوفًا من أطايب الثقافة والفكر في القديم والحديث.. ذلك كله جعل من أنيس منصور كاتبًا صحفيًا أصيل الثقافة رفيع الطراز تتسم فصوله وتعليقاته بالطابع الموسوعي الذي يقفك على أكثر من جانب ويدور بك في أكثر من زاوية، ولا يدعك إلا ملمًا بأشتات الموضوع الذي يعرضه عليك" (محمود تيمور في 23 يونيو 1972)

منهج الكتاب

أما عن منهج الكتاب، فقد صوَّر الكاتب في كتابه صورة حية لأفكاره ومتاعبه ومشاكله، ورغم مشاق السفر والترحال لم يتوقف عن الكتابة ولم يترك القلمُ بنانَه طيلة الرحلة وهو يسطر فصوله مبتدئًا بالهند مرورًا بجزيرة سيلان وسنغافورة وأستراليا والفلبين وهونج كونج واليابان وجزر هاواي ومختتمًا رحلته بأمريكا ومن إيطاليا يعود إلى أرض الوطن.. وكان الكاتب يبعث بفصول الكتاب في صورة مقالات يكتبها ويرسلها إلى "أخبار اليوم" و"الأخبار" و"آخر ساعة" و"الجيل" قبل أن تضمها دفتي الكتاب الذي يقع بين أيدينا اليوم.. وقد تُرجمت فصول الكتاب إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والصينية، واعتذر الكاتب مرارًا عن تحويل الكتاب إلى عمل فني يُعرض على شاشات التليفزيون أو تحويله إلى قصص للأطفال بل حتى أنه اعتذر عن فرض كتابه على طلاب المراحل الدراسية على غرار الكثير من أعمال طه حسين أو العقاد أو توفيق الحكيم؛ فهو يحب أن يأتيه القارئ مطالعًا لكتابه راغبًا لا مُرغمًا حتى لا يفقد شغفه ولا تنقص متعته بل تزيد كلما تقدم القارئ في قراءة الكتاب.. وقد أدخل الكاتب عددًا من التعديلات الجوهرية مع توالي الطبعات الجديدة من الكتاب.

استعراض لفصول الكتاب

تسرد فصول الكتاب الشائقة والماتعة معالم رحلة الكاتب في الشرق الأقصى التي بدأها بالهند حيث كان غرضه من الرحلة أن يسافر فقط إلى ولاية كيرالا الهندية ليكتب تحقيقًا صحفيًا عن الولاية الوحيدة في الهند التي فاز فيها الحزب الشيوعي بحكومة 100%؛ فإذا بالرحلة تحيد عن غرضها وتمتد لتشمل رقعة واسعة من بلدان الشرق الأقصى، لينطلق منها الكاتب إلى التبت ويلتقي بالقائد الديني الأعلى للبوذيين التبت الدلاي لاما وكيف احتال لرؤيته مدعيًا المرض حتى يلقى الشفاء على يديه، وينتقل بعدها إلى جزيرة الشاي "سيلان" باحثًا عن العشرين عامًا التي قضاها الزعيم أحمد عرابي باشا وهو يتجول في البيت الذي كان يعيش فيه، ومنها إلى إندونسيا وحضوره جلسة لتحضير الأرواح عن طريق "سلة" وتلك القصة التي جعلته لا يطفئ الأنوار حين ينام لفترة طويلة! يسافر بعدها إلى جزيرة بالي بأقصى إندونسيا والتي أسماها بجزيرة النهود حيث النساء عاريات النصف العلوي وفقًا لتقاليد وعادات تلك الجزيرة الغريبة، ومنها يرحل إلى أستراليا ليكون أول صحفي عربي تطأ قدماه أرضها ويلقبه أهلها "مستر ناصر"، ومنها إلى جزر الفلبين، ثم جزيرة هونج كونج بالصين ليرى وترى معه أجمل فترينة في العالم، ومنها إلى اليابان حيث جزيرة اللؤلؤ المليئة بالألوان والفن والحياة والحيوية، ويطير بعدها في طائرة خاصة تحوم حول بركان لم تخمد ناره بعد محلقًا فوق جزر هاواي وكادت فوهة البركان أن تقضي على طاقم الطائرة بركابها من أجل التقاط صور حصرية للبركان يرسلها الكاتب إلى مجلة "آخر ساعة" قبل أن تنشرها مجلة "لايف" الأمريكية في سبق صحفي كاد أن يودي بحياة صاحبه، ومن فوق فوهة البركان في جزر هاواي إلى أمريكا ليلقي نظرة وداع أخيرة على الفاتنة "مارلين مونرو".  

سطور من الكتاب

"إن الذي كسبته من هذه الرحلة المرهقة التي تركت علامات عميقة في نفسي، فالجواب على ذلك جاء في آخر صفحة من قصة الكاتب الفرنسي جول فيرن التي ظهرت على الشاشة وعنوانها "حول العالم في 80 يومًا"؛ ففي الصفحة الأخيرة يسأل الخادمُ، فيلياس فوج، بطلَ هذه القصة: ما الذي كسبته من هذه الرحلة؟! أنت تراهنت على مبلغ عشرين ألف جنيه، ولكنك أنفقت 19 ألف جنيه، والألف الباقية أعطيتني إياها؟! والذي لا يعرفه هذا الخادم هو أن الرحلة نفسها ممتعة ومثيرة ومفيدة، وأن المكسب هو المشوار.. هو الشوق والحنين.. وانتظار الناس حولي لكي أقول لهم ما رأيت وكيف رأيت.. فليس في الدنيا أروع من السفر وذكريات السفر، وليس أروع من أن يستمتع بقراءتها بعد ذلك كل الذين لم يسافروا، وكل الذين يحلمون ببلاد بعيدة جديدة"

بطاقة التعريف بالكتاب

الكتاب: حول العالم في 200 يوم

الكاتب: أنيس منصور

عدد الصفحات: 604 صفحة

دار النشر: دار الشروق (دار القلم، سابقًا)

تاريخ النشر: 1963



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق