الثلاثاء، 10 سبتمبر 2024

شرح الديانات لابنتي

 نبذة عن الكتاب

بأسلوب سلس رشيق بعيد كل البعد عن التعقيد رغم عمق المحتوى وبتسلسل منطقي للأفكار، لا يترك لك المؤلف المجال لتترك كتابه حتى تفرغ منه في جلسة واحدة، شارحًا بأسلوب سهل ممتنع أعقد المسائل العقائدية من منظور أصحابها بحيادية قل أن تجدها في كثير من المؤلفات، والأمتع في الطرح أنه يأتي على هيئة أسئلة وأجوبة تدور في أذهان أطفالنا الصغار حين يتفكرون فيما يدينون أو يدين آباؤهم أو مجتمعهم بدين من الأديان أو عقيدة من العقائد بطريقة تتناسب مع عقول الأطفال وتحترم تساؤلاتهم كما تحترم عقلية القارئ.. يحدد الكتاب الأسباب التي من أجلها يبدو مهمًا الحديث عن الديانات مع الأبناء من أجل الثقافة العامة ومن أجل فهم العديد من الأعمال الفنية ومن أجل فهم العالم الحالي والأحداث الجارية المشتعلة ومن أجل التأقلم مع عالم متعدد الثقافات ومن أجل رؤية شاملة لتاريخ البشرية.. وفي طرحه السلس وشرحه الماتع، يحذر المؤلف من أن يضع نفسه "مع أو ضد" الديانات؛ فهو يحرص على إبراز المشترك بينها وبين العلوم والفلسفة؛ ألا وهو الاستفهام عن الحياة، ويشدد بطريقة بارعة على فكرتين: احترام وحرية العبادة.

نبذة عن الكاتب

روجيه-بول دروا (Roger-Pol Droit) هو فيلسوف وباحث فرنسي ولد في 6 فبراير عام 1949 في باريس.. كاتب ومفكر فرنسي بارز في الفلسفة، وهو أيضًا صحفي وباحث في مركز جون بيبان لتاريخ مذاهب العصور القديمة.. يُعد من أبرز المفكرين الفرنسيين في العصر الحديث، ويشتهر بكتاباته حول الفلسفة والحياة اليومية. عمل باحثًا في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، وكتب عمودًا فلسفيًا في صحيفة لوموند الفرنسية.. من أبرز مؤلفاته بخلاف هذا الكتاب "101 تجربة للفلسفة اليومية" و"شرح الفلسفة لابنتي" و"صمت بوذا ومسائل هندية أخرى" و"صحبة الفلاسفة" و"كيف يسير الفلاسفة" و"أساطين الفكر".. تتميز أعماله بتناول موضوعات فلسفية بطريقة مبسطة وسهلة الفهم، مما يجعله قادرًا على مخاطبة جمهور واسع، ويسعى دروا إلى جعل الفلسفة جزءًا من الحياة اليومية ويظهر أن الحكمة ليست بعيدة عن حياتنا العادية.

منهج الكتاب

يتناول الكاتب الأسئلة التي لا يمكن تجنبها والمتعلقة بفكرة وجود الله والكتاب المقدس والمحرم والمحلل والتعصب والتسامح والاختلاف بين المجتمعات الدينية والعلمانية والتشابهات والاختلافات الأكثر جوهرية بين الديانات التوحيدية وغيرها من الديانات في صورة حوارات تدور بين الأب وابنته حول الديانات بأسلوب مباشر مع الشرح والتوضيح على تساؤلات ابنته واستفساراتها؛ فتطرح الأبنة الأسئلة في براءة وطفولة ويجيب الأب/الكاتب بإسهاب مستخدمًا مفردات لغوية مناسبة دون تعقيد أو إفراط في التبسيط.

استعراض لفصول الكتاب

يستهل الكاتب مؤلفه بتوضيح حول ولادة هذا الكتاب مبينًا السبب الرئيسي ومحور الكتاب وهو تساؤلات ابنته حول الديانات، وقبل أن يحكي لابنته عن الديانات يحدد نقاط بداية للانطلاق منها في الحوار حول عدد الديانات والمعنى الاصطلاحي لكلمة "الدين" وما تعريف المقدس وقيمة التسامح في مواجهة التعصب، ثم يتحدث في الفصل التالي عن الديانات التوحيدية الثلاث (اليهودية والمسيحية والإسلام) ومعنى التوحيد وماهية الكتاب المقدس وقصة الخلق ووصايا موسى وتعاليم المسيح ورسالة محمد، قبل أن ينتقل بعدها في الفصل التالي إلى الحديث عن الهندوسية وكتبها الدينية الأربعة ثم البوذية وكيف أصبحت ديانة وكيف كانت حياة بوذا وأبرز فلسفاته وتجاربه في الحياة، وفي الفصل الأخيرة تطرح ابنته سؤالًا يجيب عنه: عدة ديانات أم ديانة واحدة أم ما من ديانة؟

سطور من الكتاب

"يمكننا ملاحظة أن الديانات مرتبطة بأسئلة كبرى: لماذا العالم موجود؟ ولماذا توجد كائنات بشرية؟ كيف نشرح أن هناك رجالًا ونساءً؟ كيف ينبغي عليهم أن يسلكوا حياتهم، وفقًا لأي قواعد، وبأي هدف؟ ماذا يحدث بعد الموت؟ من أين يأتي الشر؟ لماذا توجد أقوال مسيئة وأعمال جائرة؟ توّلد الديانات أجوبة عن هذه الأسئلة، وتدعي غالبًا وجود بعض الأجوبة؛ إنها ليست الأجوبة الوحيدة الممكنة؛ فهناك أجوبة أخرى تقوم أحيانًا بتقديمها العلوم أو الفلسفات.. لكن الشيء المشترك بين الديانات والعلوم والفلسفات هو الاستفهام عن الحياة، ربما نستطيع أن نقول إن الجنس البشري قلق؛ فهو يفكر في حضوره في العالم وعمله فيه، يفكر في الوجود وفي أفضل طريقة للتصرف، ويهتم بما يتخطاه ويصعب عليه؛ الكون واللا نهاية والخلود.. لم تكف الديانات عن التأثير في قلوب البشر أو عن طريق إثارة الشغف والحماسة فيها.. إن أكبر مخاوف وآمال البشرية عبَّرت عن نفسها في الديانات"

بطاقة التعريف بالكتاب

الكتاب: شرح الديانات لابنتي

الكاتب: روجيه – بول دروا

المترجم: رانية حمدي

عدد الصفحات: 90 صفحة

دار النشر: المركز القومي للترجمة

تاريخ النشر: 2020



الاثنين، 9 سبتمبر 2024

حول العالم في 200 يوم

 نبذة عن الكتاب

أينما كنت، يستطيع هذا الكتاب الذي سطر صفحاته الكاتب الأنيس أنيس منصور برشاقة أن ينقلك من مكانك في رحلة تجول فيها حول أجزاء متفرقة من العالم فترى ما يرى وتسمع ما يسمع وتشهد ما يشهد وتجد ما يجد من ألم أو لذة من سخط أو رضى وتسافر معه فتقيم حيث يقيم مع أنك لا تبرح مكانك وكأنك رفيق سفره، وقد استوحى الكاتب اسم كتابه من رواية الأديب الفرنسي جول فيرن "حول الأرض في 80 يومًا".. وجدير بالذكر أن الكتاب لا يحتوي على كل ما كتب من هذا اللون؛ وما هذا الكتاب إلا باكورة سلسلة من أدب الرحلات تلتها العديد من المؤلفات: "أعجب الرحلات في التاريخ" و"اليمن ذلك المجهول" و"أطيب تحياتي من موسكو" و"بلاد الله خلق الله" و"غريب في بلاد غريبة" والحقيقة أن مقالات الكاتب ليست إلا سلسلة من الرحلات المتواصلة؛ سواء أكانت في آفاق الأرض المحدودة أم كانت في العوالم الفكرية التي لا تحدها حدود.

نبذة عن الكاتب (بقلم عميد الأدب العربي د./ طه حسين والأديب الكاتب/ محمود تيمور)     

"صاحب الكتاب حلو الروح خفيف الظل بعيد أشد البعد عن التكلف والتزيد.. لا يتكلف الفصحى ولا يتعمد العامية، وإنما كتابه مزيج معتدل منسجم من اللهجتين.. ومن المحقق أن الذين سبقوه من أصحاب الرحلات لم يزورا الأرض كلها ولم يصفوها، وإنما اكتفوا بما زاروا من بعض الأقطار، ولكن الأستاذ الكاتب، مع أنه لم يزر العالم كله واكتفى بزيارة الأجزاء البعيدة منه في الشرق الأقصى وفي أمريكا، يستطيع أن يصدق بيت أبي العلاء:

وإني وإن كنت الأخير زمانه................... لآت بما لم تستطعه الأوائل

وليس من شك في أنه أتى في رحلته هذه بما لم يسبقه إليه أحد من معاصريه، وأنا أكره له أن يصدق عليه بيت المتنبي:

ولم أرَ في عيوب الناس عيبًا...................  كنقص القادرين على الكمال

وفيه والحمد لله قدرة على الأسفار واحتمال للمشقات وقد منحه الله من الشباب والقوة وحسن الصبر والاحتمال ما يمكنه من ذلك إن أراد" (د./ طه حسين في أغسطس 1966)

"إن أنيس منصور من "قوارض" الكتب والمجلات والنشرات، وكل ما خطه قلم على ورق، يقرأ لك المائتين من الصحائف، ويحسن هضم ما قرأ، ثم يعرض عليك خلاصاتها في سياق رائع.. وهو مرهف الذوق في الاختيار والعرض، لا ينتقي لك إلا ما يشغل ذهنك، ويملأ سمعك، من موضوعات الساعة وقضايا العصر؛ فإذا عرض لك الماضي ربط بينه وبين الحاضر، ونفى عنه جفافه ووحشته، وأدنى إليك قطوفًا من أطايب الثقافة والفكر في القديم والحديث.. ذلك كله جعل من أنيس منصور كاتبًا صحفيًا أصيل الثقافة رفيع الطراز تتسم فصوله وتعليقاته بالطابع الموسوعي الذي يقفك على أكثر من جانب ويدور بك في أكثر من زاوية، ولا يدعك إلا ملمًا بأشتات الموضوع الذي يعرضه عليك" (محمود تيمور في 23 يونيو 1972)

منهج الكتاب

أما عن منهج الكتاب، فقد صوَّر الكاتب في كتابه صورة حية لأفكاره ومتاعبه ومشاكله، ورغم مشاق السفر والترحال لم يتوقف عن الكتابة ولم يترك القلمُ بنانَه طيلة الرحلة وهو يسطر فصوله مبتدئًا بالهند مرورًا بجزيرة سيلان وسنغافورة وأستراليا والفلبين وهونج كونج واليابان وجزر هاواي ومختتمًا رحلته بأمريكا ومن إيطاليا يعود إلى أرض الوطن.. وكان الكاتب يبعث بفصول الكتاب في صورة مقالات يكتبها ويرسلها إلى "أخبار اليوم" و"الأخبار" و"آخر ساعة" و"الجيل" قبل أن تضمها دفتي الكتاب الذي يقع بين أيدينا اليوم.. وقد تُرجمت فصول الكتاب إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والصينية، واعتذر الكاتب مرارًا عن تحويل الكتاب إلى عمل فني يُعرض على شاشات التليفزيون أو تحويله إلى قصص للأطفال بل حتى أنه اعتذر عن فرض كتابه على طلاب المراحل الدراسية على غرار الكثير من أعمال طه حسين أو العقاد أو توفيق الحكيم؛ فهو يحب أن يأتيه القارئ مطالعًا لكتابه راغبًا لا مُرغمًا حتى لا يفقد شغفه ولا تنقص متعته بل تزيد كلما تقدم القارئ في قراءة الكتاب.. وقد أدخل الكاتب عددًا من التعديلات الجوهرية مع توالي الطبعات الجديدة من الكتاب.

استعراض لفصول الكتاب

تسرد فصول الكتاب الشائقة والماتعة معالم رحلة الكاتب في الشرق الأقصى التي بدأها بالهند حيث كان غرضه من الرحلة أن يسافر فقط إلى ولاية كيرالا الهندية ليكتب تحقيقًا صحفيًا عن الولاية الوحيدة في الهند التي فاز فيها الحزب الشيوعي بحكومة 100%؛ فإذا بالرحلة تحيد عن غرضها وتمتد لتشمل رقعة واسعة من بلدان الشرق الأقصى، لينطلق منها الكاتب إلى التبت ويلتقي بالقائد الديني الأعلى للبوذيين التبت الدلاي لاما وكيف احتال لرؤيته مدعيًا المرض حتى يلقى الشفاء على يديه، وينتقل بعدها إلى جزيرة الشاي "سيلان" باحثًا عن العشرين عامًا التي قضاها الزعيم أحمد عرابي باشا وهو يتجول في البيت الذي كان يعيش فيه، ومنها إلى إندونسيا وحضوره جلسة لتحضير الأرواح عن طريق "سلة" وتلك القصة التي جعلته لا يطفئ الأنوار حين ينام لفترة طويلة! يسافر بعدها إلى جزيرة بالي بأقصى إندونسيا والتي أسماها بجزيرة النهود حيث النساء عاريات النصف العلوي وفقًا لتقاليد وعادات تلك الجزيرة الغريبة، ومنها يرحل إلى أستراليا ليكون أول صحفي عربي تطأ قدماه أرضها ويلقبه أهلها "مستر ناصر"، ومنها إلى جزر الفلبين، ثم جزيرة هونج كونج بالصين ليرى وترى معه أجمل فترينة في العالم، ومنها إلى اليابان حيث جزيرة اللؤلؤ المليئة بالألوان والفن والحياة والحيوية، ويطير بعدها في طائرة خاصة تحوم حول بركان لم تخمد ناره بعد محلقًا فوق جزر هاواي وكادت فوهة البركان أن تقضي على طاقم الطائرة بركابها من أجل التقاط صور حصرية للبركان يرسلها الكاتب إلى مجلة "آخر ساعة" قبل أن تنشرها مجلة "لايف" الأمريكية في سبق صحفي كاد أن يودي بحياة صاحبه، ومن فوق فوهة البركان في جزر هاواي إلى أمريكا ليلقي نظرة وداع أخيرة على الفاتنة "مارلين مونرو".  

سطور من الكتاب

"إن الذي كسبته من هذه الرحلة المرهقة التي تركت علامات عميقة في نفسي، فالجواب على ذلك جاء في آخر صفحة من قصة الكاتب الفرنسي جول فيرن التي ظهرت على الشاشة وعنوانها "حول العالم في 80 يومًا"؛ ففي الصفحة الأخيرة يسأل الخادمُ، فيلياس فوج، بطلَ هذه القصة: ما الذي كسبته من هذه الرحلة؟! أنت تراهنت على مبلغ عشرين ألف جنيه، ولكنك أنفقت 19 ألف جنيه، والألف الباقية أعطيتني إياها؟! والذي لا يعرفه هذا الخادم هو أن الرحلة نفسها ممتعة ومثيرة ومفيدة، وأن المكسب هو المشوار.. هو الشوق والحنين.. وانتظار الناس حولي لكي أقول لهم ما رأيت وكيف رأيت.. فليس في الدنيا أروع من السفر وذكريات السفر، وليس أروع من أن يستمتع بقراءتها بعد ذلك كل الذين لم يسافروا، وكل الذين يحلمون ببلاد بعيدة جديدة"

بطاقة التعريف بالكتاب

الكتاب: حول العالم في 200 يوم

الكاتب: أنيس منصور

عدد الصفحات: 604 صفحة

دار النشر: دار الشروق (دار القلم، سابقًا)

تاريخ النشر: 1963