إذا أردتَ أن تتقن الترجمة وتُخرج النص الذي بين يديك بأعلى جودة ممكنة، فعليك بمعايشة النص وحُسن صحبته:
1. افصل نفسك تمامًا عن جميع عوامل التشتت من حولك (صوتيات - مرئيات - مواقع تواصل اجتماعي - مقاطعات أسرية إلخ..) وتفرغ للنص بكل كيانك وتركيزك، وإذا شغلك أمر ما أثناء عملك فدوِّن به ملاحظات سريعة للعودة إليها بعد فراغك من النص.
2. اقرأ النص المُراد ترجمته
قراءة سريعة أولًا، وفي تلك القراءة فوائد جمة حيث ستقف على مدى صعوبة النص وتحدد
ما يلزمك من الوقت للتغلب عليها وإنجازه، وستقف على تخصص النص وما يلزمك الاستعانة
به من قواميس متخصصة تعمد إلى تحضيرها قبل الترجمة، ويفضل أن تقرأ ما تيسر لك في
موضوع النص وتخصصه مما يسهل عليك ترجمته ويُكسبك حُسن الصياغة في التخصص بعد أن
تكون قد تشبعت بمصطلحاته، ويمكنك الاستعانة في ذلك بمحرك البحث الشهير Google إن لم يكن لديك من المراجع ما يفي
بالغرض.
3. حاول أن تكون ذلك المتخصص
حين تترجم نصًا متخصصًا؛ فكن طبيبًا حين تترجم نصًا طبيًا، ومحاميًا أو قاضيًا حين
تترجم نصًا قانونيًا، وأديبًا حين تترجم نصًا أدبيًا، ومهندسًا حين تترجم نصًا
هندسيًا، وتقنيًا حين تترجم نصًا تقنيًا، وهكذا..
4. اقرأ تعليمات الشركة /
العميل المتعلقة بالمهمة (Task Instructions) أو
الدليل الأسلوبي (Style Guide) بعناية
قبل الترجمة وتأكد من اتباعه أثناء الترجمة والتحقق من الالتزام به بعدها بعناية،
فقد يكلفك إهمال بند واحد من تعليمات المهمة أو الدليل الأسلوبي الكثير من الوقت
والجهد.. فانتبه!
5. اقرأ كل جملة بالنص المصدر (Source) قراءة متأنية قبل ترجمتها
مستعينًا في ذلك بالملف المرجعي (Reference) للنص –
إن وُجد – لتقف على السياق نفسه، وإذا كنتَ تستخدم أحد برامج الترجمة بمساعدة
الحاسوب (CAT Tools) فيمكنك
تفعيل خاصية معاينة النص (Preview) لمعاينة
السياق العام للنص بالكامل متى كان ذلك ممكنًا.
6. استخرج المفردات الجديدة
والتراكيب التي تجد فيها صعوبة بملف منفصل واصنع لنفسك مسردًا خاصًا بأهم
المصطلحات الواردة بالنص (Glossary) حتى ولو
لم يُطلب منك ذلك.. ستجد الفارق مع مرور الوقت من عدة أمور منها تذكرك تلك
المصطلحات إن صادفتك مرة أخرى واكتساب الثراء اللغوي ومنها إمكانية إنشاء قاعدة مصطلحات
من المسرد فيما بعد باستخدام أحد برامج الترجمة بمساعدة الحاسوب مما يوفر عليك
الوقت والجهد في الاستعانة بها فيما بعد في توحيد المصطلحات، مستعينًا في ذلك بما
تيسر لك من مراجع وقواميس ومسارد وذواكر ترجمة وقواعد مصطلحات.
7. لا تتجاوز جملة إلا وقد
أعطيتها حقها من الوقت والمراجعة بعد ترجمتها والتأكد من تناسقها مع السياق العام،
فقد تضطر إلى تعديل أسلوب أو تصويب خطأ أو ترجيح لفظ على آخر أثناء المراجعة،
فبادر بالتصحيح ولا تنتظر الفراغ من النص بأكمله، فسيوفر ذلك عليك الكثير من الوقت
والجهد عند المراجعة النهائية.
8. حاول الاستفادة بأقصى قدر
ممكن من مزايا برامج الترجمة بمساعدة الحاسوب وخصائصها المتعددة مثل ذاكرة الترجمة
وقاعدة المصطلحات والمدقق الإملائي المُدمج بها وإعدادات ضبط الجودة وغيرها من
الخصائص التي تعينك على إنجاز الترجمة بأعلى جودة ممكنة وفي أسرع وقت ممكن، وتعلم
الجديد في هذه البرامج كلما أُتيحت لك الفرصة أو متى تطلب الأمر منك تعلم مهارة
جديدة بها.
9. حاول أن تستفيد من كل نص
تترجمه، فقد تترجم نصًا طبيًا يفيدك في كيفية الحفاظ على صحتك وصحة أسرتك، وقد
تترجم نصًا أو كتيبًا أو دليلاً تقنيًا يتيح لك التعرف على خصائص برنامج أو تطبيق
أو موقع أو جهاز جديد، وقد تترجم نصًا تعليميًا يفيدك في تطوير مهارات التعلم
لديك؛ فكل نص يفتح أمامك بابًا من أبواب المعرفة، فاستفد منه قدر استطاعتك.
10. تعامل
مع كل نص تترجمه على أنه أول وآخر ما تُترجم حتى تفرغ منه وقد أحسنت صحبته وترجمته
والاستفادة منه على أفضل وجه ممكن.