نبذة عن الكتاب
حين تقرأ القرآن، تنطلق في رحلة
إيمانية تستشعر فيها بقلبك ضميرك الإنساني وتدرك فيها بعقلك أسرار الإعجاز البياني
ويتردد فيها بوجدانك صدى صوت الحق.. إنه القرآن الذي أعجز الأولين من الفصحاء والبلغاء
ببيانه وأعجز الآخرين بإشاراته وأسراره وقوة بنيانه.. كتب عنه الأولون والآخرون
وما قدروه حق قدره، وحين تتلو بتدبر آياته تدرك مع كل تلاوة جديدة سرًا جديدًا من
أسرار إعجازه وكأنك تقرأه الآن لأول مرة، ومع كل حادثة تمر بها في حياتك اليومية
تستدعي من ذاكرتك ما يوافق آياته المحكمات وكأنك تنعرف عليها لأول مرة في حياتك بل
وكأن الآيات ما أنزلت إلا الساعة.. قديمًا وصفه أبلغ العرب حين أراد قومه هجاء
مَنْ أُنزل عليه فقال أفصحهم: "إن لقوله الذي يقول لحلاوة، وإن
عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو وما يُعلى، وإنه ليحطم ما
تحته".. وحين تنطلق في رحلتك الإيمانية تتلو آياته البينات لا يسعك إلا أن
تشهد بإعجازه وتستمد قبسًا من نوره وتتلمس طيفًا من أطيافه الروحانية.. الرحلة نفسها التي
انطلق فيها كاتبنا المفكر الإسلامي المعاصر خالد محمد خالد حين التف حول مائدة
القرآن العظيم العامرة بالفيوضات والنفحات ليسطر خواطره العابرة حول القرآن ويضمه بين دفتيه كتابه هذا كما تحدث القرآن
نفسه.
منهج الكتاب
النهج الذي اتبعه الكاتب في هذا الكتاب قليل الصفحات كثير الفوائد والثمرات هو تتبع الآيات المتشابهات
في موضوعاتها والتي تشكِّل في مجملها قضية كاملة يطرحها القرآن الكريم أمام القارئ.
استعراض لفصول الكتاب
يستهل الكاتب في مقدمته تمهيد حول منهجه في تتبع آيات القرآن
الكريم، ويأتي الفصل الأول من الكتاب بحديث القرآن الكريم عن نفسه وماهيته وأهله
ويطرح ما يدور حوله من تساؤلات بين الشك واليقين، وموقف القرآن من الكتب السماوية
السابقة (التوراة والإنجيل)، وكيف واجه القرآن عبدة الأوثان وكفار ومشركي قريش
بالحُجة، وكيف رد على تشكيك المشركين واليهود فيه.. وفي الفصل الثاني، ينتقل إلى
خطاب القرآن ودعوته بالحكمة والموعظة الحسنة، وحلم الرسول الكريم وعفوه في دعوته، وتذكير القرآن للنبي (صلى الله عليه وسلم) بأنه رسول الأمة
وليس قائد حرب عند الهزائم،.. وفي الفصل الثالث، يتحدث عن عتاب القرآن للنبي لإعراضه
عن ابن أم مكتوم، وعن اعتناء الرسول بدعوة الضعفاء ومجالستهم، ودعوة القرآن
لاحترام حقوق الإنسان وإنسانيته، ومبدأ الشورى في الإسلام.. وفي الفصل الرابع، يتناول
الكاتب كيف عالج القرآن مشكلات المسلم في حياته الشخصية في قضايا متفرقة عدة كقضية
الظهار في قصة خولة بنت حكيم والتفسح في المجالس وتحويل القبلة والتدرج في تحريم
الخمر على مراحل وتتبع القرآن لحاجات الناس وعلاج الإسراف في يمين الطلاق والرضاعة
والفطام وقتل الأولاد خشية الفقر وتحريم الربا... وفي الفصل الخامس، يتحدث الكتاب
عن وحدة الدين منذ أول داعٍ إلى الله حتى محمد خاتم الأنبياء والمرسلين مع اختلاف
الشرائع والرسالات.. ويختتم الكتاب فصوله بالفصل السادس الذي يستعرض فيه الكاتب كيف تحدث
القرآن عن الله وذاته ووحدانيته، ورحلة إبراهيم الإيمانية من الشك إلى اليقين، ودعوة
موسى لفرعون وقومه إلى الإيمان بالله، وتجربة الإيمان مع المسيح، وعرض القرآن لقضية
التوحيد ورفض التثليث، وحوار القرآن حول قضية التوحيد مع كفار قريش، وحقيقة الذات
الإلهية في القرآن.
سطور من الكتاب
"إننا نقرأ الآية من القرآن، فلا تلبث حتى تذكرنا بآية
أخرى مماثلة لها.. ثم تنادي الآية الثانية إلى خواطرنا آيات أخرى كثيرات.. وإذا
نحن آخر الأمر أمام قضية كاملة كوَّنت الآيات المبثوثة هنا وهناك كل عناصرها وقالت
فيها قولًا بليغا"
بطاقة التعريف بالكتاب
الكتاب: كما تحدث القرآن
الكاتب : خالد محمد خالد
عدد الصفحات: 171 صفحة
دار النشر: مكتبة وهبة
تاريخ النشر: 1962