الاثنين، 7 يونيو 2021

فن الترجمة

نبذة عن الكتاب

يُعد كتاب "فن الترجمة" لعميد المترجمين العرب وأستاذ الأجيال الدكتور محمد عناني من كتب التأسيس في عالم الترجمة التي لا تخلو، ولا ينبغي أن تخلو، منها مكتبة المترجم؛ وهو كتاب مُوجَّه إلى حديث العهد الذي يضع قدميه على هذا الطريق لأول مرة، كما يصرِّح مؤلفه ويعني بحديث العهد مَنْ يحيط باللغتين (العربية والإنجليزية) إحاطة مقبولة، ولكنه لم يكتسب بعدُ الخبرة الكافية بدقائق المضاهاة بين اللغتين، وقل مَنْ لا ينصح بهذا الكتاب من أهل الخبرة في الصنعة لعدة أسباب؛ لعل من أبرزها: الخبرة الواسعة لمؤلف الكتاب وثقله في صنعة الترجمة في الوطن العربي بأسره لما له من باع طويل يشهد به الداني والقاصي؛ حتى تخرَّج على يديه أساتذة كبار تزخر بهم ساحة الصنعة سواء من الناحية الأكاديمية أو المهنية ومنها أن الكتاب نفسه يُعد مقدمة لا بد منها لحديث العهد بممارسة الصنعة لما يتضمنه من حصاد التجارب التي مر بها مؤلفه على مدى عقود ثلاثة وتصدى فيه لشتى ألوان النصوص في مجالات كثيرة وهو بذلك لا يخلو من الفوائد العملية دون الإغراق في النظريات أو الجانب التنظيري للترجمة، ومنها أن الكتاب يستقي منهجه من المشكلات الواقعية التي تصادف المترجم في الألفاظ والصياغة والتراكيب، ولا يكتفي بسرد تلك المشكلات، بل يضع لكل منها ما يراه من حلول واقعية.

منهج الكتاب

أما عن منهج الكتاب، فهو مستقى من المشكلات الواقعية التي صادفت المؤلف في عملية الترجمة نفسها والتي يصطدم بها من يتصدى للترجمة بين اللغتين الإنجليزية والعربية؛ وتنقسم تلك المشكلات التي يتناولها الكتاب إلى مشكلات خاصة بالألفاظ مثل اشتقاقها ومعانيها ودلالاتها مع اختلاف السياق ومشكلات أخرى خاصة بالتراكيب مثل بناء الجملة ومضاهاة التراكيب وخصائص الصياغة في اللغتين العربية والإنجليزية وغيرها من المشكلات مع مقارنة النصوص المترجمة.

استعراض لفصول الكتاب

يمهّد الكتاب الطريق بالحديث عن الفرق بين النظرية والتطبيق ثم يعرِّف المترجم ويبين الفرق بينه وبين الكاتب الأصلي، ثم يبدأ الفصل الأول بالحديث عن المجردات العامة من الألفاظ فالمجردات الحديثة منها ثم المجسدات فالمختصرات، وينتقل بعدها في الفصل الثاني إلى الحديث عن إشكاليات التركيب في صيغ الحال والتفضيل والأفعال المقترنة بالحروف والأدوات، ثم يفرد في الفصل الثالث الحديث الخاص عن إشكاليات تركيب بناء الجملة في صيغ المبنى للمجهول والجمل المركبة مع تحليل ماتع لنصوص مترجمة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأبيات الشعرية والنصوص التراثية والنصوص المعاصرة مما يعمِّق في ذهن القارئ والمترجم فهم تلك الإشكالية التي يسلط الضوء عليها لأهميتها الجوهرية في عملية الترجمة على اختلاف المستوى اللغوي وتنوعه، ثم يتناول الفصل الرابع من الكتاب إشكالية ترجمة الصفات، ويتعرض بعدها في الفصل الخامس إلى التراكيب الاصطلاحية يبدأه بالحديث عن أنواع المصطلحات الإنجليزية الثلاثة ثم يتناول بالشرح إشكالية ترجمة التعبير الاصطلاحي بنماذج حوارية تعبر عن الخصائص التعبيرية بين اللغتين الإنجليزية والعربية قبل أن يختتم الفصل بالحديث عن إشكالية الصياغة، وفي الفصل السادس يأتي الحديث عن ترجمة الشعر وإشكالياته مع مقارنات تحليلية بديعة لترجمات عربية لقصائد متنوعة من روائع الشعر الإنجليزي لا يغفل فيها الحديث عن أبرز سمات الشعر ليختتم بعدها الفصل الأخير من الكتاب بالحديث عن الأمانة والخيانة في الترجمة الأدبية.

وبعد؛ فهذا الكتاب الماتع لا غنى عنه لأي مترجم بأي حال من الأحوال، إما للقراءة أو للدراسة أو للتدريب أو حتى للمتعة الفكرية التي يشعر بها قارئ الكتاب حتى لتجده يعيد القراءة مرة بعد أخرى ويخرج في كل مرة بفوائد جديدة ربما لم يلحظها في سابقتها.. ومن أي وجه ولأي غرض قررت قراءة الكتاب فستجده مع إيجازه "السهل الممتنع" ومن أمتع وأفيد وأقيَّم ما قد تطالعه في فن الترجمة.

سطور من الكتاب

"الترجمة فن تطبيقي، وأستخدمُ كلمة فن بالمعنى العام، أي الحرفة التي لا تتأتى إلا بالدربة والمران والممارسة استنادًا إلى موهبة، وربما كانت لها جوانب جمالية، بل ربما كانت لها جوانب إبداعية. ومعنى ذلك أنه لا يمكن إخراج نص مقبول مُترجَم عن إحدى اللغتين دون ممارسة طويلة للترجمة؛ فلا توجد طرق مختصرة للإجادة في الترجمة، فلا كتب المتخصصين (مثل Nida وNewmark وغيرهما بالإنجليزية) ولا الكتب العامة مثل كتاب "فن الترجمة" لمحمد عبد الغني حسن، أو كتاب الدكتور صفاء خلوصي "فن الترجمة" أو كتاب إبراهيم زكي خورشيد "الترجمة ومشكلاتها"، ولا هذا الكتاب، بمغنية عن الممارسة والخبرة.. وأقصى ما نستطيع أن نفعله نحن المترجمين أن ننقل بعض خبراتنا إلى حديثي العهد، وأن نقدم لهم بعض الحلول التي اهتدينا إليها، والتي من المؤكد أن تمسها يد التعديل مع التقدم والتطور الحضاري."

بطاقة التعريف بالكتاب

الكتاب: فن الترجمة

الكاتب: د./ محمد عناني

عدد الصفحات: 190 صفحة

دار النشر: مكتبة لبنان ناشرون - الشركة المصرية العالمية للنشر (لونجمان)