على شاطئ النيل وقفتُ ممتنًا على هذه النعمة التي مَنَّ الله بها علينا ومنبهرًا بنهر الخلود الذي كان يقدسه المصريون القدماء إجلالاً واحترامًا واعترافًا بفضل الخالق الذي وهب مصر تلك الهبة مستحضرًا رائعة موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب "النهر الخالد"، وإذ أنا في هذه الحالة الوجدانية مع نهر النيل إذ لاحت في خاطري خاطرة أزعجتني بل وأفزعتني واقشعر منها جسدي "تُرى كيف ستكون الحياة في مصر إذا – لا قدر الله – جفت مياه هذا النهر العظيم أو انخفض منسوبها عن المعدل المقبول يومًا ما؟!" فإذا بي أتساءل: "ولكن أتُرى ستكون هناك حياة أصلاً في مصر بدون نهر النيل؟" وأدركتُ ساعتها ما الذي كان يعنيه بالضبط منذ قديم الزمان المؤرخ اليوناني هيرودوت حين قال قولته الشهيرة "مصر هبة النيل".. فهل أدركتم يا سادة ما الذي يعنيه لنا نهر النيل؟